رياض الزهراء العدد 104 نور الأحكام
أَهَمِيَّةُ صَلَاةِ اللَّيل
قال تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا)/ (الإسراء:79). لم أطّلع على كنز ميراثيّ أثمن من صلاة الليل، والتي أخفى المولى تعالى ثوابها حينما قال: (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)/ (السجدة:17)، فصلاة الليل هي شرف المؤمن، وقد أوصى بها نبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله) إمامنا أمير المؤمنين (عليه السلام) حينما قال له: «..وعليك بصلاة الليل، وعليك بصلاة الليل، وعليك بصلاة الليل».(1) وسُئل إمامنا الصادق (عليه السلام) عن تفسير قوله تعالى: (..إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ..)(2) قال: «صلاة المؤمن بالليل تذهب بما عمل من ذنب بالنهار».(3) وكذا سُئل (عليه السلام) عن تفسير قوله تعالى: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا)(4) قال: يعني بقوله: «وأقوم قيلا قيام الرجل عن فراشه يريد به الله (عزّ وجل) ولا يريد به غيره».(5) وعنه (عليه السلام): «عليكم بصلاة الليل، فإنها سنّة نبيّكم، ودأب الصالحين قبلكم، ومطردة الداء عن أجسادكم».(6) وقال أبو عبد الله (عليه السلام): «صلاة الليل تبيّض الوجه، وصلاة الليل تُطيّب الريح، وصلاة الليل تجلب الرزق».(7) وكذلك قال مولانا الإمام الصادق (عليه السلام): قال الله (عزّ وجل): (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)(8) «كما أن ثماني ركعات يصليها العبد آخر الليل، زينة الآخرة».(9) جاء رجل إلى أبي عبد اللَّه (عليه السلام) فشكا إليه الحاجة، فأفرط في الشكاية حتّى كاد أن يشكو الجوع، فقال له أبو عبد اللَّه (عليه السلام): «يا هذا أتصلِّي باللَّيل؟ فقال الرجل: نعم، فالتفت أبو عبد اللَّه (عليه السلام) إلى أصحابه فقال: كذب من زعم أنّه يصلِّي باللَّيل ويجوع بالنهار، إنّ اللَّه تعالى ضمن بصلاة اللَّيل قوت النهار».(10) اختتم حديثي بكلامٍ للإمام موسى بن جعفر (عليه السلام)، فعن محمد بن الحسن بن شمون، عن علي بن محمّد النوفلي، قال: سمعته يقول: «إنّ العبد ليقوم في اللّيل فيميل به النّعاس يميناً وشمالاً وقد وقع ذقنه على صدره، فيأمر الله تعالى أبواب السماء فتفتح، ثم يقول للملائكة: انظروا إلى عبدي ما يصيبه في التقرّب إليّ بما لم أفترض عليه راجياً منّي ثلاث خصال: ذنباً أغفره له، أو توبة أجدّدها له، أو رزقاً أزيده فيه، اشهدوا ملائكتي أني قد جمعتهنّ له».(11) ....................................... (1) وسائل الشيعة: ج8، ص145. (2) (هود:114). (3) الكافي: ج3، ص266. (4) (المزمل:6). (5) وسائل الشيعة: ج5، ص269. (6) مستدرك سفينة البحار: ج6، ص351. (7) مستدرك سفينة البحار: ج6، ص351. (8) (الكهف: 46). (9) مستدرك الوسائل: ج6، ص330. (10) المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء: ج2، ص392. (11) وسائل الشيعة: ج8، ص151.