رياض الزهراء العدد 79 شذرات إسلامية
اطمَئِن فَرِزقُكَ عَلَى الله (سبحانه وتعالى)
الرزق موهبة إلهية.. لله (عز وجل) قدرة على إعطاء الرزق لمَن يشاء، ويوصلها إلى أي جهة أو مكان، سواء كانت في أعماق البحار، أو على سفوح الجبال، أو في الوديان، أو الصحارى.. وجميع ما موجود مجتمع على مائدته الكريمة، وهذا ما أكده في كتابه المحكم القرآن الكريم، (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)/ (الذاريات:22)؛ ليطمئن عباده الضالون والحريصون، لاعتقادهم أنّ رزقهم يزداد بالحرص والولع بالأعمال الكبيرة!.. ويقل بالتعفف وعدم الإنفاق!.. ويؤكده رسولنا محمد (صلى الله عليه وآله) بقوله: ".. فإنّ الرزق لا يجره حرص حريص، ولا يصرفه كراهة كاره.."(1) وكذلك قول إمامنا الصادق (عليه السلام): "إن كان الرزق مقسوماً فالحرص لماذا؟"(2).. وهذا ليس معناه الوقوف بوجه السعي والجدّ، بل إشارة للغافلين والحريصين بأن ينتبهوا أنّ رزقهم مقدر، ليكفوا عن حرصهم. ولكن هناك أموراً تزيد من رزق الإنسان، وهذا ما أكده رسولنا محمد (صلى الله عليه وآله) بقوله: "التوحيد نصف الدين، واستنزلوا الرزق بالصدقة"(3).. والإمام الصادق (عليه السلام) يقول لزيادة الرزق: "كفّ الأذى، وقلّة الصخب يزيدان في الرزق"(4).. ويقول (عليه السلام) كذلك: "والذي بعث محمداً (صلى الله عليه وآله) بالحقّ نبياً إن الله (عز وجل) يرزق العبد على قدر المروءة، وإنّ المعونة على قدر المؤونة، وإنّ الصبر لينزل على قدر شدة البلاء على المؤمن".(5) ................................ (1) مستدرك الوسائل، ج11، ص178. (2) ميزان الحكمة – الريشهري، ج4، ص74. (3) بحار الأنوار، ج3، ص240. (4) تفسير الأمثل – مكارم الشيرازي، ج17، ص96. (5) بحار الأنوار، ج76، ص301.