كَيفَ نَتَعَامَلُ مَع المَنَّانِين؟

الشيخ حبيب الكاظمي
عدد المشاهدات : 197

السؤال: ما حكم الإنسان الذي يفعل الخير ثم يمنّ على الذي فعله له؟.. وكيف يكون التعامل مع إنسان كهذا؟.. علماً أن المنّ يؤلم الذي فعل له الخير، ويتمنى لو أنه لم يفعل له قطّ، وأن لا يحتاج أبداً إلى الآخرين وخصوصاً المنانين.. فما هو العلاج لتلك الحالة؟ الجواب: من الواضح في عقيدتنا أنّ الإنسان على وجه الأرض يستمدّ العون في حياته من المواد التي أتاحها الله تعالى بين يديه، إلى درجة يقول الله تعالى عن نفسه إنه هو الزارع، والحال أن الذي بذر البذرة هو العبد المزارع، ولكن أين عملية إلقاء البذر من العمليات المعقدة لإرسال السحب، وفلق الحبة وفتح الأكمام، وجعل الخواص الوراثية في جينات الحب وغير ذلك من العمليات التي تذهل المختصين في هذا المجال، وقس هذا الأمر في باب الطب والصناعة وغيرها من فروع الحياة.. وعليه فإننا نقول جواباً عن السؤال: إنّ الإنسان عليه أن يفرح عندما يجرى الله تعالى له الخير على يديه، وكيف أنه تعالى اختاره بين العباد ليكون مظهراً من مظاهر الإنعام في الوجود، وأمّا حالة المنّ على السائل فإنها تمحق العمل, وقد نهى القرآن الكريم أن نتبع العمل بالمنّ والأذى!.. إننا ندعو أهل المعروف قبل القيام به إلى استيعاب فقه الإكرام على الغير، ومن هذا الفقه القيام بالأمور الثلاثة الموجبة لقبول الإحسان, وهي متمثلة في: تصغير الإحسان, وكتمانه, وتعجيله.. فهل جميع المحسنين كذلك؟!.. ولنعلم أخيراً أنه ورد أنّ حوائج الناس من نعم الله تعالى عليكم, فلا تملوا النعم.