إِكسِيرُ العِشْقِ الإِلهِيّ

فاطمة جاسم فرمان/ كربلاء
عدد المشاهدات : 179

هنا.. في ظلال غمام الرحمة وسحائب الرأفة.. دعوات أخذت من الربيع بهجة: "إِلهِي فَاجْعَلْنا مِنَ الَّذِينَ تَرَسَّخَتْ أَشْجارُ الشَّوْقِ إِلَيْكَ فِي حَدائِقِ صُدُورِهِمْ".(1) إنّها والله لهجة الحبّ الإلهي.. تربعت على ثنايا القلب.. طافت بأركان الروح.. فانبجست منها.. خمس عشرة مناجاة.. هاجس الصمت كان يعمّ خريف الليل الذابل الذي أُحيا بإيقاع ترتيله، وشع بحبات ترتيله قنديله.. ذبذبات دعواته عبر أثير الدمع مباشرة.. بثّ مستمر ليلاً ونهاراً.. ونحو رضا المعبود مسافرة.. بين أكفّ البحر.. بحر خشوعه.. خيوط الخضوع.. نسجت من خضوعه.. لا يميز عند الوضوء بين الشمس ووجهه.. طيرٌ بللهُ الماء، صورته في صلاته.. تلتذ السماء لحلاوة تسبيحه.. والأرض لنفحات ريحه.. تجسدت العبادة على هيأته.. إن أشاروا إلى الإيمان يوماً باسم.. لكان عليّ بن الحسين (السجاد) (عليه السلام).. تعمق في بحار الحبّ، وأخذ يغوص في الشوق إلى محبوبه الأول، إذ يقول: "أَللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ دَأْبُهُمُ الارْتِياحُ إلَيْكَ وَالْحَنِينُ، وَدَهْرُهُمُ الزَّفْرَةُ وَالأَنِينُ".(2) كان عطاؤه في الحب عطاءً غير مجذوذ، إنه كان رائداً بل إكسير العشق الإلهي.. ................................. (1) مناجاة العارفين، مفاتيح الجنان: ص221. (2) مناجاة المحبين، مفاتيح الجنان: ص218.