تَزكِيَةُ النَّفْسِ

إيمان إلطيف/ كربلاء
عدد المشاهدات : 161

التزكية في اللغة: مصدر زكى، ومعناها الطهارة والنماء والزيادة، ومعناها اصطلاحاً: تطهير النفوس وإصلاحها بالعلم النافع والعمل الصالح. جعل الله (عزوجل) الهدف الأساس من بعثة الأنبياء والرسل (عليهم السلام) تربية الإنسان على الأخلاق الحسنة لقوله تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ..(/ (آل عمران:164). فمرحلة تزكية النفس وتطهيرها مقدّمة على مرحلة التعلم كما مرَّ في الآية الكريمة، إذ لابدّ من تهيئة الأرض الصالحة قبل الشروع في الغرس، فهناك سبيلان أساسيان في تهذيب النفس, هما التخلية والتحلية، فالتخلية هي تزكية النفس وتطهيرها من الصفات الذميمة إلى جانب تحليتها بالكمالات والخصال الحميدة لقوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا  وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا(/ (الشمس:9، 10). عن أبي جعفر وأبي عبد الله في قوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا( قال: "قد أفلح من أطاع"، (وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا( قال: "قد خاب من عصى".(1) ففي قصة نبيّ الله يوسف (عليه السلام) حينما أصبح حاكماً لمصر، قالت له امرأة العزيز (زليخا): إنّ الحرص والشهوة يصيّران الملوك عبيداً، وأنّ الصبر والتقوى يصيّران العبيد ملوكاً، فقال يوسف (عليه السلام): قال الله تعالى: (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ(/ (يوسف:90).(2) ومن ثمار تزكية النفس: 1. النجاة والفلاح في الآخرة. 2. اكتساب محبة الناس. 3. رضا الله (عز وجل) والقرب منه. وفي زماننا الذي استحكمت فيه الشهوات وارتطمت فيه أمواج الفتن والشبهات ينبغي للإنسان أن يعمل على إكمال نفسه بتزكيتها. الأسئلة: 1. ما هي المصادر الأساس لتهذيب النفس. 2. امرأتان هما زوجتا نبيّينِ من أنبياء الله (عز وجل), لم تزكيا نفسيهما, فقيل لهما: ادخلا النار مع الداخلين من هما؟ 3. لمواجهة الممارسات السيئة يتطلب منّا اتّباع خطوات محدّدة تجعلنا قادرين على التحكم بميولنا ورغباتنا، فما هي تلك الخطوات؟ أجوبة الموضوع السابق (الأمانة): 1. رُوي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "مَن خان أمانة في الدنيا ولم يردها إلى أهلها، ثم أدركه الموت مات على غير ملتي، ويلقى الله وهو عليه غضبان".(3) 2. ثلاثة نهانا الإسلام عن ائتمانهم: (شارب الخمر، الخائن، الكذاب). 3. كلّ الآراء مقبولة. .............................. (1) تفسير الميزان: ج20، ص300. (2) تفسير الأمثل: ج20، ص247. (3) ميزان الحكمة: ج1، ص215.