رياض الزهراء العدد 119 لحياة أفضل
سَعَادَتُهُم _ الأُسرَةُ النَّاجِحَةُ ثَمَرةُ الاختِيارِ الصَّالِح
الأسرة هي الهيكل الأساسي للمجتمع، فإن نجحت نجح، وإن فشلت فشل المجتمع برمته، وبقدر ما يكون الجوّ الأسري جوّاً عاطفياً وإيمانياً وصادقاً، بقدر ما يكون المجتمع سليماً وصالحاً، صامداً بوجه سهام إبليس ومكائد الدنيا، وقد ورد عن الرسول (صلى الله عليه وآله): "ما بُني بناء في الإسلام أحبّ إلى الله تعالى من التزويج".(1) من الآداب التي على الزوج التحلي بها: • الاحترام، والثقة، والحبّ الخالص، واحترام حقوق الزوجة والأبناء في جوّ خالٍ من الأنانية والاتهام وسوء الظنّ. • التكافل الماديّ والمعنويّ، والتكامل الروحيّ. • أن يكون الزوج أباً، وأخاً، وصديقاً، وقدوةً حسنة في القول والفعل. • التشجيع والدعم لتحقيق أقصى تطلعات الأسرة وطموحات الأفراد. • اعتماد مبدأ المكافأة، والتكريم، والتهادي. • العمل على رفع المستوى العلميّ، والدينيّ, والدنيويّ بشتى مجالاته. • الوعظ والإرشاد وخلق جوّ إيمانيّ وروحيّ. الزوج الناجح هو الذي يعدّ العلاقة الزوجية رباطاً مقدّساً وتوفيقاً إلهياً. ولكن أيّ زوجة هي التي يبحث عنها الزوج الناجح؟ يجيب الإمام الصادق (عليه السلام): "إذا تزوّج الرجل المرأة لمالها أو جمالها لم يرزق ذلك، فإن تزوجها لدينها رزقه الله عز وجل مالها وجمالها".(2) فالاختيار ينبغي أن يكون وفق النقاط الآتية: • ذات الدِين والأخلاق. • ذات التدبير وحسن الإدارة. • ذات المنبت الحسن والتربية الجيدة. • التي يختارها قلبك ويقتنع بها عقلك. ومن واجبات الزوج الناجح: • أداء حقوق الزوجة المادية والعاطفية. • الإرشاد واللين والرفق. • التعاون والصبر والحلم وسد الفراغ. • المكوث مع العيال. يقول الإمام السجاد (عليه السلام): "وحقّ الزوجة أن تعلم أنّ الله (عزوجل) جعلها لك سكناً وأنساً، وتعلم أنّ ذلك نعمة من الله تعالى عليك فتكرمها..".(3) وحينما يكون الزوجان صالحيْنِ سيكون الأبناء صالحينَ، فالأب والأم مسؤولان أمام الله (عزوجل) عن تربية أبنائهما تربية إسلامية صحيحة, ودورهما يشبه دور البستانيّ الذي يتعهد النبتة منذ اليوم الأول، فيراعيها ويقدّم لها الغذاء الروحيّ، والدينيّ، والنفسيّ، والعلميّ، والاجتماعيّ، وذلك عن طريق اتّباع نمط الرسول (صلى الله عليه وآله) في التعليم، وهكذا فعلى الأب أن يكون القدوة الحسنة والأنموذج الأعلى ﻷبنائه؛ ليحصد في ربيع عمره أينع الأزهار، ويجني في صيفه أحسن الثمار، وذلك من خلال هذه النقاط: أولاً: أن يهتم المؤمن بالمطالعة والثقافة الدينية؛ ليتعلم أكثر عن تأثير الحالة الغذائية والصحية والزمانية والروحية في انعقاد النطفة الصالحة. ثانياً: أن يرعى الأب الأم خلال مدة حملها في جوّ روحيّ وإيمانيّ وعائليّ مستقر، وتوفير الغذاء الصحي لها، وأن يختارا للجنين اسماً من أسماء الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) والصالحين. ثالثاً: أن يستهل الأب مَهمته بالآداب الإسلامية المتعلقة بالمولود الجديد، كالأذان والعقيقة. رابعاً: أن يكون الأب صديقاً وقدوة لأبنائه، وذلك من خلال: • أن يحبّب لهم طاعة الله (عز وجل) ويحذّرهم من الرذائل والمعاصي. • توجيه الأبناء ونصحهم وإرشادهم وتعليمهم. • ربط أواصر المحبة، والاحترام، والتعاون. وفي تحديد الواجبات المناطة بالأب الصالح: يقول النبيّ (صلى الله عليه وآله): "لأنّ يؤدب أحدكم ولده خير له من أن يتصدق بنصف صاع كلّ يوم".(4) الأب الناجح المثقف يسهم في تكوين طفل ذي شخصية قيادية، فالتربية الصالحة تخرّج علماء وقادة. ............................... (1) من لا يحضره الفقيه: ج3، ص383. (2) مكارم الأخلاق: ص203. (3) رسالة الحقوق الإمام زين العابدين (عليه السلام): ج1، ص4. (4) مكارم الأخلاق: ص222.