طَرَائِقُ عِلَاجِ مَشَاكِلِ طُلّابِ الثَّانَوِيّة

منقول بتصرف
عدد المشاهدات : 112

تعدّ المرحلة الثانوية من المراحل الدراسية المهمة، إذ يقطف الطلاب فيها ثمرة جهودهم التي بذلوها في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة. وهذه مرحلة حرجة من مراحل النمو، وهي مرحلة المراهقة المتوسطة من سن (16-18), إذ تظهر فيها العديد من المشاكل والميول والاتجاهات والرغبات والشهوات والحاجات, فإذا لم يتم فيها توجيههم من قبل الآباء والمعلمين توجيهاً سليماً في ظل إطار شرعي وتربوي مرن فإنهم يضيعون في لجج الفتن والفشل, وعدم القدرة على مواجهة متطلبات الحياة. وإن المتأمل لواقع طلّاب المرحلة الثانوية يجد أن لديهم العديد من التصرفات والسلوكيات السيئة أوقعتهم في الكثير من المشاكل, كالتهاون في الصلاة أو تركها، وعقوق الوالدين, واستعمال المخدرات والتدخين, والمعاكسة في الأسواق, والكذب, والسب, والشتم القبيح, والسرعة الجنونية, والميوعة, ومحاكاة الغرب في قصّات الشعر, وفي ملابسهم, وفي حركاتهم, والتشبّه بالنساء, وممارسة الرذيلة والسرقة, والتمرد على أنظمة المدرسة والهروب منها, والعبث بممتلكاتها, والاعتداء على الآخرين, والغش في الاختبارات, وإظهار السلوك العدواني, والعناد أمام المعلمين وعدم احترامهم, وغير ذلك من التصرفات السيئة، ومن أبرز النتائج السلبية التي تنتج عن ظهور مثل هذه السلوكيات السيئة ما يأتي: 1. التأثير في سلوكيات الطلاب الآخرين. 2. ضعف التحصيل الدراسي عند بعض الطلاب. 3. التأثير السلبي في عطاء المعلم بسبب ظهور مثل هذه السلوكيات. 4. إعطاء صورة غير حضارية عن المجتمع الذي تكثر فيه هذه السلوكيات. 5. الهدر الاقتصادي الناتج عن العبث بالممتلكات. 6. ظهور البطالة في المجتمع الذي تظهر فيه مثل هذه السلوكيات. وكي يمكننا أن نحدّ من هذه المشاكل لابد من نضع العلاج المناسب لها, وذلك على النحو الآتي: 1. دعاء الوالدين بصلاح الذرية, فالدعاء ذو أثر عجيب. 2. على المعلم أن يبذل ما في وسعه في النصح والتوجيه, إذ إن دوره لا يقتصر على توصيل المعلومات للطلاب فقط. 3. بناء الثقة وجسور المحبة عند الطالب من قبل أولياء الأمور والمعلمين بالكلمات الطيبة, والبعد عن السخرية والاستهزاء والتقريع. 4. إعطاء الطالب في هذه المرحلة الفرصة للحديث وإبداء الرأي, والاستماع والإنصات له باهتمام مع مراعاة البعد عن الفوقية والتسلط عند الحديث معه. 5. أن يُولي كلّ من ولي الأمر والمعلم العناية والاهتمام بتعميق الجانب العقائدي في نفس الطالب؛ لأن ذلك من أهم الأسس في استمرار المؤمن على مراقبة الله تعالى, واستشعار عظمته وخشيته في كلّ الظروف والأحوال. 6. يجب على كلّ من الأب والمعلم الالتزام بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف والخلق الإسلامي القويم, وأن يمثلا القدوة الحسنة لهؤلاء الشباب, إذ يعدّ ذلك مؤثراً إيجابياً قوياً في معالجة مشاكلهم, فالفرد لا يقبل النصح ولا الإرشاد ولا تتولد لديه أي قناعة من إنسان سلوكياته سيئة وتصرفاته غير لائقة ومخالفة لشرع الله (عز وجل). لذلك يجب على المدرسة العناية بتفعيل الأنشطة المدرسية, وتوجيه الطلاب نحو القيام ببعض الأعمال المهنية لتنمية حبّ العمل لديهم, كذلك يجب على كلّ معلّم من خلال مادته تنمية حبّ القراءة والاطّلاع لطلّابه، ويجب على الأب توفير مكتبة منزلية مقروءة وسمعية ومرئية يتم اختيار مادتها بعناية, ومحاولة إشراك ابنه في المدة المسائية, وفي الإجازات الصيفية بالدورات المتنوعة في الحاسب الآلي والكهرباء وغيرها, والحرص على توجيهه بحفظ القرآن والأحاديث النبوية وآثار أهل البيت (عليهم السلام).