أرى

سكينة خليل/ البحرين
عدد المشاهدات : 168

في كلّ بيت لنا ورود متفتحة بالأمل والحبّ والعطاء، (أرى) أن نحسن غرسها بالودّ والطيب، وأن نفيض عليها من الحنان والعطف لتورق ويشتدّ عودها وتزهر بالخير.. (رشّة عطر) سارق ألوان الحياة تتجمد اللحظة في أعيننا، ويتبدل حال الشفاه المبتسمة إلى تقطيبة العُبوس، ويستحيل كلُّ جميل حولنا إلى بؤس فلا يدغدغ الفرح في دواخلنا أي ساكن، فنقف حيارى كيف سُلِبَت من أكفنا حرارة عناق مصافحة من نُحِب..؟ أم كيف اُخْتُطِفَت ذائقة السعادة من ملامح وجوهنا..؟! وكيف سُرقت الألوان من تفاصيل الحياة، وتجردت في قلوبنا مصطبغة بالأبيض والأسود..؟! هكذا يُضيّقُ التشاؤمُ علينا النظرة، ويشدّ الخناق حول أحاسيسنا المنطلقة لذراعي الجمال، ويحبسنا في كفن الاكتئاب، لا نستشعرُ غير الآلام والهموم، نتجرع الغصّات، وكأننا خُلقنا للحزن.. فَلِمَ نستسلم للخيبات، ونكون فريسة بين فكي الأوجاع تقلبنا بشراهة بين أسنانها لتقطعنا، وتعطل مسيرة حياتنا..؟! لابدّ من أن ندرك أنه بالأمل والتفاؤل وحسن الظن بالله نلوًن أيامنا، ونعيد روحها المتوازنة.. (قَائمةُ لكن نَاعِمَة) وهبتني الحرية أم سلبتني؟! النار التي أضرمتها وسائل الإعلام في المجتمعات بكلّ رهافة، ودخلت بها لكلّ الفئات وخصوصاً الشباب، الترويج لمفهوم الحرية الشخصية، وهي أهم النزعات التي تجر حماسة الشباب خلفها ليجري يلهث للحصول عليها في ظل الأوضاع من حوله سواء كانت مجتمعية أم سياسية أم دينية والتي يشعر أنها تقيّده وتقف عائقاً في وجه ممارسته لحريته الشخصية. فالانفتاح على المصطلح الواسع للحرية الشخصية وتمريره بنعومة في أذهان الكثير، وإخراجها من الحالة التي كفلتها الأديان التي تقنن استخدامها مع حفظ حريات الآخرين، أخفى معناها الحقيقي والذي هو قدرة الفرد على اتخاذ قراراته الخاصة به من خلال حقه في الاستقلال الذاتي في التفكير، ولكن الشرط الأساس في صحة هذا المفهوم هو مراعاة حرية الغير، فلا يصحّ الاعتداء بالفعل والقول على أيّ مكون من المجتمع تحت الاستظلال بعبارة أنا حر. إذ إنّ التسويق لهذه الحرية الفضفاضة وجّه التفكير الشبابي نحو نقد الكثير من الركائز المجتمعية والنظم الدينية والشخصيات والسخط عليها والتعدي على حريات الآخرين في تفكيرهم ومعتقداتهم تحت مسمى الحرية الشخصية. فهل وهبتني الحرب الناعمة حريتي الشخصية أو سلبتها مني..؟! (سَفر) جناح المناجاة مختنقةٌ هذه الروح متقطعة السُبل.. قاصرةٌ عن بلوغ الثناء لباسط الكون.. بما يليق به جلال هذا المحبوب.. عاجزةٌ عن إدراك ذات الجمال الإلهية.. منحسرة البصر عن النظر قسمات بهائك الربانية.. ربّاه.. إنّ عبدك المشتاق لقدسك.. وساحة عشقك.. يعترض طريق وصوله أثقال ذنوبه.. عطشان لورود حياضك المترعة.. تعيقه مسافة سخطك عليه.. في سفرٍ طويل لا تعينه قدماه على المسير.. ربِّ رحماك خذ قلبي على جناح مناجاة.. ينتزعني من غرقي.. من مرارة غربتي.. يذيقني حلاوة التقرب إليك.. ويسقيني كأس رضاك.. (إذا تنفس) بسم الله الرحمن الرحيم( :مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى(/ (طه:٢). القرآن الهبة الرحمانية لقلوبنا.. بين دفتيه السكينة اللامنتهية.. وكيف لنا أن نشقى وهو صفاء أنفسنا.. راحتنا السامية التي لا تكلّ مداراتنا.. ولا تملّ شكوانا وبوحنا.. أنزله الله (عز وجل) لنا من قلب الطمأنينة.. يجبر كسرنا.. ويلهمنا رسائل لأدق حيثيات ذواتنا.. يأخذنا لعوالم النقاء لتستقر أرواحنا.. ويقوّم اعوجاج الأنا التي سلبتنا السكون..