رياض الزهراء العدد 119 منكم وإليكم
تَرَاتيِلُ تُعزَفُ عَلَى أَوتَارِ الحُلْم
واختزل القمر من نوره نوراً.. استيقظت على صوت دقات قلبها المتسارعة وهي ترتجف.. الحلم نفسه مرة ثانية انتزع منها نومها الهادئ، كأنه كارثة.. حيث انطفاء ضوء القمر تدريجياً وتحوله إلى كتلة سوداء، فغاصت الأرض في ظلام دامس.. وفجأةً من وسط الظلام ينبلج نور ساطع من بقعة أرض ليصل إلى السماء، فيمتصّه القمر، فيضيء مرة أخرى، بل يصبح أشدّ ضياءً.. وعلى ذلك الضياء استيقظت من نومها، لابدّ من أن تجد تفسيراً مقنعاً لهذا الحلم.. نهضت من فراشها لتشرب الماء علّ ذلك يُهدّئها.. وهي تسير في غرفتها لفت نظرها القمر.. إذا كان واضحاً من نافذتها.. اقتربت لترى جماله، فقالت له: ما أجملك يا قمر!! أجابها القمر: أنا مجرد كتلة حجرية أعكس ضوء الشمس كي أضيء لكم ليلكم هذا.. هنالك قمرٌ آخر يستحقّ هذا الوصف أكثر منّي، وأنا أشعر بالخجل إزاء مقارنتي به.. تعجبت وقالت: ومَن ذلك القمر؟! أجابها: إنه قمرٌ أضاءت بنور ولادته السماوات والأرض، كما أضاء ليالي عاشوراء.. آه.. هل تقصد بذلك أبا الفضل العباس؟! أجب يا قمري.. للحظات خُيّل إليها أنها تُحدّث القمر.. للحظات تساءلت.. كيف لم يخطر ذلك على بالي؟ إنه هو.. إنه قمر بني هاشم.. هرولت نحو التقويم الهجري لترى أنّ اليوم هو الرابع من شعبان.. يوم ولادة القمر.. أه.. هذا هو تفسير الحلم.. إذن فسلام الله على ذلك القمر الذي انحنت له الأقمار خجلاً.. سلام الله على قمر بني هاشم..