المَرأةُ بينَ الدّستُورِ والشّريعَة_ حَقُّ السكنِ للمرأةِ

زينب شعيب
عدد المشاهدات : 157

قبل أن نتطرق إلى حقّ المرأة بالسكن، علينا أن نفهم ما معنى السكن كما ورد في القران الكريم حيث قال تعالى: (وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا)/ (الأنعام:96) أي يسكن فيه النّاس سكون الرّاحة. وقال تعالى: (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ)/ (التوبة:103) أي أنّ دعواتك يسكنون إليها، وتطمئن قلوبهم بها، والسكينة فعيلة من السكون، يعني السكون الذي هو وقار، وقال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ)/ (الفتح:4) وهنا نفهم أن السكن هو الراحة النفسية، والراحة النفسية تتوافر في المكان الذي يتمكن الإنسان فيه من قضاء احتياجاته المادية والنفسية والأسرية.. والآن نحن لدينا معرفة بما هو السكن، ويمكن أن نعبّر عنه بالبيت والمنطقة والمدينة بالتزامن مع المجتمع الموجود في كلّ من هذه الجغرافيات ونكون بالنتيجة قد حقّقنا وحصلنا على معنى السكن كما ورد في القران الكريم.. بقي أن نراجع الآيات المباركة وندقق فيها هل المقصود للذكور من دون الإناث؟ والواقع وبحسب تفاسير أهل البيت (عليهم السلام) أنه هذه الآيات اختصت بالناس كافة من دون تمييز لجنس على آخر.. وعليه فإنّ من حق المرأة اختيار السكن المناسب لها والذي تجد فيه راحتها التامة وتلبية رغباتها في كلّ الأحوال، فلو كانت في بيت زوجها فلها حقّ تثبيت شروط مسكنها في عقد الزواج بكلّ حيثياته حتى المنطقة التي تسكن فيها، ولو كانت تحت رعاية والدها فمن حقّها على الأب أن يوفر لها ما يكرمها به من سكن، ومن حقّها أن تختار السكن المناسب لها بكامل إرادتها في حالة عدم وجود الوالد أو ولي الأمر الشرعي وبلوغها السن المعتبر وكونها تامة الأهليه وليس لأحد أن يحرمها هذا الحق، فهذا هو دستور القرآن الكريم وتشريعات السماء.