رياض الزهراء العدد 119 منكم وإليكم
احتَاجُكَ اليَومَ صَدِيقاً
كلّما هممت أن أسألك عن أمر يخصّني قيّدني الخجل وحجزني الحياء، فأركن إلى الصمت، وأقول في نفسي سيأتي أبي ويجلس معي؛ لأنّي أعلم أنّ كلّ أب يستطيع أن يفهم ما يجول في خاطر أبنائه من نظرة واحدة ولكن دون جدوى، فأنت دائماً مشغول حتى إن كنت بقربي تتغافل عنّي ولا تحاول أن تسألني عن أبسط أمور حياتي. عند ما كنتُ صغيراً كنتَ تعانقني، وتقبّلني، وتتحدث معي، أمّا الآن وأنا في أمسّ الحاجة إلى قربك والتحدث معك فقد صرت بعيداً عني. على الوالدين أن يدركا أنّ إهمال الابن وخصوصاً في مرحلة المراهقة يولّد في نفسه اضطرابات، قد يُعبّر عنها بالتمرد وافتعال المشاكل، ويمكن تدارك هذا الأمر بالتفهم لاحتياجات المراهق في هذه المرحلة العمرية الحرجة. لنجلس معه على انفراد، ونسأله عن مشاعره، احتياجاته، مشاكله، الصعوبات التي تواجهه، نخفّف عنه نوجّهه بكلّ هدوء واحترام من دون إهانة أو تحقير، ولا نهمله؛ لأنه قد يضطر إلى سؤال أقرانه عن هذه المشاعر والتغييرات التي يمرّ بها، وقد يحصل على معلومات غير صحيحة وناقصة تجعله في حيرة أكبر، إذن على الآباء الاستعداد لهذه المرحلة، وتحمّل المسؤولية؛ لأن إهمالهم قد يسبّب إخفاق الأبناء في حياتهم العلميّة والعمليّة.