رياض الزهراء العدد 119 منكم وإليكم
الأَمَلُ القَادِم
نسائم الغروب تهبّ من ناحية النهر.. تخفق من شمس تموز التي ودّعت الأفق.. وخلّفت وراءها حمرة قانية اللون.. حينها نشرت الظلمة ستائرها الثقيلة.. في أثناء هذه الأجواء والصراع في ذروته.. أطرقت الفتاة برأسها حياءً، وقد تورد وجهها.. وكأنها تريد أن تعرف المزيد.. نظرت نظرة تفاؤل، لا بل تساؤل.. تترقب ذلك في الأفق البعيد.. اشتعلت في ذاكرتها تلك الذكريات القديمة.. كان عرشاً من نور، ابتسامة تشرق بوجهه المضيء.. سكنت لحظات.. ارتدى وجهها وقاراً وألقاً من ذلك النور.. تساءلت هل هو مَن أشمّ به رائحة الوفاء؟ أو هو محض صدفة عقيمة ليس بها رجاء؟ وبعميق الاحترام.. وبعد أن اجتاحتها موجة من الحزن، ودموع ما بين فرح وشوق، وفي جنح الظلام هيمن على المكان صمت ثقيل.. خُيّل إليها أنها تسمع همهمة لكائنات نورانية.. وكان شذى المكان يفوح بعبير الرياحين.. تمخضت في أعماقها كلمات مقدّسة من العهد القديم.. فسادها شعور بالسكينة وزادها اليقين.. إنه الأمل القادم من رحم النبوّات.. بدأ عصر العدالة والخصب والسلام.. ظهر المؤمل الهمام، سيكشف الغمام ويحقّق الأحلام..