رِفقاً بِالقَوَارِير

حوراء كاظم/ كربلاء
عدد المشاهدات : 112

بعد أن كبرت وأصبحت مؤهّلة للزواج كان حلمها أن تحصل على زوج صالح يعرف جميع حقوقها كامرأة، ويكون معها في السرّاء والضرّاء، تزوّجت وأصبح لها أطفال، قدّمت كلّ ما تملكه لتزرع السعادة بقلوب زوجها وأطفالها الصغار، وبعد كلّ ذلك رُفعت عليها كفّ لطالما خضعت لكلّ متطلباتها، وأدّت كلّ الحقوق المطلوبة منها كزوجة اتجاه زوجها، بلحظة واحدة نسي الزوج كلّ ذلك، وكأنه أصبح كذرات الرماد عندما عصفت عليه الريح العاتية، كان ذلك هو سهماً قد مزّق به أوراق تلك الريحانة، وجعل قلبها يعتصره الألم، لكنها مع ذلك صمتت، وتجرّعت ذلك الحزن الذي جعل دموعها تتكسر على خدّيها، وهي تمرق السماء بعينيها الباكية، وتطلب من خالقها أن يؤجرها على تحمّل سوء خلق شريك حياتها؛ فما كان منها إلّا أن جفّفت تلك الدموع الحارقة، واستسلمت إلى الواقع. يا للأسف تلك الجاهلية ما زالت متأصلة ومترسخة في داخل بعضٍ من الأزواج، فضربت على أرواحهم وتجذرت بهم، وبدأوا لا يفكرون بجرح القلب العميق الذي يسببونه لتلك المخلوقة الرقيقة التي لطالما كانت كشمعة مضيئة داخل ذلك القفص الذهبيّ الذي أراده الله (عزوجل) أن يكون مصدراً للهدوء والاستقرار النفسيّ، فتنبعث منه رائحة السعادة والودّ والاحترام، فالزوجة لا تريد شيئاً من الزوج سوى أن يقدّم لها كلمة طيبة، ويشكرها على إحسانها إليه، وليتذكر جميع الأزواج الزوجة أنّ الكلمة الطيبة تريح قلبها والابتسامة ترضيها.