عَلَاقَةُ البُروتِين بِالصِّحةِ وَالوَزن
لقد أثبتت أكثر من دراسة حديثة أنّ للبروتين أهمية كبيرة في غذائنا، ففي بحث أُجري في جامعة جونز هوبكنز وجد أنّ رفع النسبة اليومية للبروتين إلى 25% يؤدي إلى انخفاض في ضغط الدم والكوليسترول السيء والشحوم الثلاثية، وفي بحوث أخرى ثبت أنّ الغذاء عالي البروتين يساهم في محاربة السمنة وتخلل العظام وداء السكري، ففي اللحظة التي يدخل فيها البروتين للجسم يبدأ بالتأثير الإيجابي في محيط الخصر، لأنّ هضم البروتينات يحتاج إلى جهد كبير لإتمام عملية استقلابها واستخدام الجسم لها ممّا يستلزم حاجة الجسم لحرق كمية أكبر من الكالوري لإنجاز هذه المَهمة، كما تستغرق البروتينات وقتاً أكبر لتغادر المعدة، فتمنح شعوراً فورياً بالشبع لمدة أطول من باقي الأغذية. وفي دراسة نُشرت في مجلة الاستقلاب الغذائي (nutrition metabolism) وظهر أنّ الأشخاص الذين زاد استهلاكهم للبروتينات بنسبة 3% انخفض لديهم مقدار السعرات الحرارية بمقدار 450 كالوري يومياً، ممّا مكنهم من خسارة معدل 6,5 كيلوغرام على مدى 12 أسبوعاً من دون استخدام أي عوامل غذائية أو دوائية أخرى من شأنها خفض الوزن، فالأشخاص الذين يواظبون على حرق السعرات بسبب نمط حياتهم يمنحهم البروتين فائدة مضاعفة تتمثل في حرق الدهون من دون تقليص حجم العضلات، إذ يستخدم الجسم الأحماض الأمينية الموجودة في اللحوم في بناء العضلات، التي لا تمنح القوة والقوام المتناسق فقط، بل تساعد على حرق السعرات الحرارية حتى بدون نشاط جسدي شديد (على عكس الدهون الكسولة). ينصح الخبراء باستهلاك ما مقداره (0,8- 1,1) غرام من البروتين لكلّ (450) غراماً من وزن الجسم يومياً، أي ما يتراوح بين (112-154) غرام من البروتين لشخص وزنه (70) كيلو غرام تقريباً، ويمكن استهلاك الحدّ الأعلى من البروتين إذا كان الشخص مفرط النشاط، والالتزام بالحد الأدنى إذا كان الشخص يرغب بفقدان الوزن الزائد، والأفضل تناول الحدّ الوسط أي حوالي (130) غراماً. وأشارت دراسة حديثة إلى أنّ تناول (30) غراماً من البروتين -أي ما يعادل بيضتين وكوب حليب- ينظم الشهية والشعور بالشبع طوال النهار. ولكن ليس كلّ البروتينات على الدرجة نفسها من الفائدة، فمثلاً المكسرات والحبوب الكاملة والخضار تحتوي على بروتين، ولكن لا تحتوي على الأحماض الأمينية التسعة الموجودة في البروتينات الحيوانية. ومن أفضل الأغذية البروتينية لتحقيق الرشاقة لحم صدر الدجاج المنزوع الجلد، ومشتقات الألبان منزوعة الدسم، ولحم العجل الخالي من الدهون، والأسماك، أمّا النباتيون فيمكن لهم التعويض عن ذلك بتناول نوعين منها، مثلاً زبدة الفول السوداني مع الخبز الأسمر.