اميليا عاز: بَعضُهُم اعتَقَدُوا أنَّنِي بَعدَ الاستِبصَارِ انتهَيتُ اجتِماعياً ومِهَنيّاً

حوار: نادية حمادة جاسم
عدد المشاهدات : 180

(اميليا عاز)، أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن المرأة المسلمة قادرة وبجدارة على تحمل الصعاب والوقوف في وجه المعوقات أياً كانت، فاستحقت أن تكون رئيسة لمنظمة أهل البيت (عليهم السلام) للدعم الاجتماعي والتعليم الإسلامي في أندونيسيا، فبعدما قدّمت مَن تقدّم في الاتجاه المهني، قدّمت خطوات إيجابية في الاتجاه الاجتماعي؛ لكن هذه المرة من بوابة المنظمات الإنسانية، لتقدّم ما لديها من طموحات وأمنيات إسلامية، التقتها (الرياض)، وكان ما يأتي حصاد اللقاء: البطاقة الشخصية: الاسم: اميليا عاز. الحالة الاجتماعية: أم لثلاثة أولاد. الحالة المهنية: مهندسة كهرباء. الديانة قبل الاستبصار: مسيحية (كاثوليكية). مَن هي اميليا عاز قبل الاستبصار؟ وكيف كانت حياتها؟ اميليا عاز بنتٌ نشأت على الديانة المسيحية الكاثوليكية تحت ظل أبوين مسيحيين، حياة لا أستطيع القول بأنها حياة لا غاية لها؛ فلولاهما لم أصل إلى مرحلة عملية ومهنية متميزة، وذلك عن طريق توفير الحياة الاجتماعية المناسبة، لكن كان ينقصها الجانب الديني الذي لطالما أحسست بأنه لم يُملأ بعد، أو بالأحرى الديانة المسيحية لم تستطع أن تملأ ذلك الفراغ، حتى أن وصلت بي الحياة إلى الاقتران بزوج على ذات المذهب؛ لنكوّن بذلك أسرة تتكون من ثلاثة أبناء، حياة كانت دقائقها وثوانيها مسخرة في تكوين أو بناء الحياة المادية بعيدة كلّ البعد عن الحياة الدينية إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة في تغيير مسار حياتي وهو البحث عن الإسلام. الآن نبدأ مرحلة التمهيد للاستبصار، وهي مرحلة أسميتها بمرحلة البحث عن الإسلام، كيف كانت هذه المرحلة؟ كانت مرحلة صعبة جداً في الوصول إلى الحقيقة، فعن طريق قراءتي عن الإسلام، وصلتُ إلى الغوص في هذا البحر الواسع؛ لأصل إلى حدود المذهب الجعفري الذي وقفت على ضفافه أتأمل جلياً ماهيته، وإلى ما يدعو، إلى أن وصلت إلى مرحلة التمحيص في اختيار أيّ الاتجاهين الذي أسلكه حتى لا أصل إلى سقر؟ وبدأتُ بالقرآن الكريم لتبدأ المقارنة بين الوضوءين، وذهبتُ أطرق أبواب المساجد بشيوخها علّني أجد الجواب الشافي في أن القرآن الكريم يدعونا إلى غسل اليدين ومسح الرجلين، في بادئ الأمر كان السؤال للمعرفة فقط، ولكن دائماً وأبداً كانت الإجابات تدلّ على أن المرسل لا علم له بالإجابة، أمّا المذهب الجعفري الذي استطعت التواصل مع معتنقيه عن طريق الانترنيت فقد وجدت فيه ما كان مبهماً، هذا إلى جانب تزويدي بمعلومات مهمة لعلّ أهمها هو صلة القرب بين المذهب الجعفري الذي ينتسب إلى الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) والنبي محمد (صلى الله عليه وآله). تفوقتِ على الصعاب التي صادفتك بقوة الإيمان حينما أقدمتِ على اعتناق الإسلام وسُجّل اسمك في سجل (أشهد أن لا إله إلا الله)، فمتى كانت اميليا عاز قد أدارت اتجاه سفينتها واختارت (أشهد أن علياً ولي الله)؟ سؤال جميل، علماً بأن هذا السؤال يحتوي على كثيرٍ من الأوجاع والآلام، لكن قوة الإيمان واليقين الحقيقي بالدين الإسلامي جعلتني على قناعة بأنه يجب اتخاذ القرار، فبعد مرحلة اعتناق الإسلام حصل تغيير جذري في جوانب حياتي الاجتماعية والمهنية وحتى منها الأسرية، فكان سبيلي الوحيد هو البحث عن منجد لي لمساندتي معنوياً، فلم أجد سوى الانترنيت والفيس بوك؛ لأتحاور بعدد ليس بالكثير ممّن اعتنقوا المذهب الجعفري، وبمَن تأثروا في اتخاذهم هذا القرار، فكانت جُلُّ إجاباتهم الإسلام الذي كان نبيّه محمد (صلى الله عليه وآله) ووليّه علي بن أبي طالب (عليه السلام) الذي دافع عنه دفاعاً مستميتاً بذي الفقار، فصرت أبحث عن إسلام يتغذى بفكر علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وفهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) الإسلامي؛ لأنه كان ملازماً لرسول الله (صلى الله عليه وآله). أديتِ الشهادة مرتين في أحضان بيوت الله (عز وجل)، في ذاكرتكِ خلال هذه المدة لحظات إيجابية أو سلبية؟ الشهادة في المرة الأولى منحتني فهم الإسلام وإن كان بشكل بسيط، أي نستطيع القول إنها منحتني تأشيرة الدخول، أمّا المرة الثانية كانت الشهادة بمثابة بطاقة تعريفية للدين الإسلامي ومتطلباته، بقي أن نفرّق بأن السلبية جاءت ممّن يعظ وفي بعض الأحيان قد يُلبس عليك الأمر، وأنا لا أعدّها سلبية؛ لأنها حفزتني لأن أبحث عن الحقيقة وهي الولاية. كرئيسة لمنظمة أهل البيت (عليهم السلام)، ما الذي قدّمتيه للمرأة؟ قضايا المرأة في أعماق الضمير، وأنا على قناعة تامة أنها تحتاج إلى تعديل في الحقوق الاجتماعية المهدورة؛ لأنها تعاني كثيراً من الهجران لحقوقها وعدم مناقشتها، ونحن هنا نسعى إلى كيفية الوصول إلى المبتغى بأساليب إسلامية تهذّب النفس وتساهم في بناء جيل إسلامي واعٍ ومتفهم لحل مشكلاته التي تعترضه. كان هذا اللقاء بعد أن انتصرت المرأة المسلمة وأظلتها راية الإسلام حاملة لواء الانتصار فتكون سبباً؛ لأن يهوى بنوها الإسلام فيلتقون من جديد في الفكر والمعتقد؛ ليجتمعوا تحت سقف واحد.