عِيدُ مِيلَادِ فَاطِمَة

فاطمة حسن/ البحرين
عدد المشاهدات : 154

بعد أيام ستكمل فاطمة عامها الثامن، وها هي تطلب من أُمّها أن تعمل لها حفلاً تدعو فيه صديقاتها وقريباتها الصغيرات؛ لتحتفلنَ معها بذكرى ميلادها. ابتسمت الأم ووعدت ابنتها خيراً، لترى في أيّ يوم يصادف ذكرى ميلادها وتستعدّ لهذه المناسبة التي ستُبهج قلب ابنتها فاطمة. اطّلعت الأُم على تقويم المناسبات، فإذا ذكرى مولد ابنتها في يوم الخامس عشر من شهر شعبان، وهو اليوم الذي نحتفل فيه بمولد الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن (عجل الله تعالى فرجه الشريف). فكرت الأم في طريقة جديدة لدمج المناسبتين مع بعضهما؛ وذلك لتعريف الصغيرات بإمام زمانهنّ، وخلق أجواء سعيدة، فماذا فعلت يا تُرى؟ أخبرت الأم ابنتها أنّ الحفل سيكون ليلة النصف من شعبان، وأنّ من فقرات الحفل أن يجتمعنَ في منزل فاطمة بعد فعالية النصف من شعبان الشعبية -والتي يدخل فيها الأطفال البيوت حاملين أكياساً خاصة بهم تُملأ لهم بالمأكولات- ثمّ سيكون لهنّ مفاجأة جميلة في تلك الليلة. أعجبت الفكرة فاطمة، ودعت صديقاتها إلى حفلها الذي ستقيمه لها أمّها، وهاهنّ الصغيرات يتزينَ بأبهى حُلّة في ليلة المولد، فزينب وهدى ونور قد ارتدينَ ثوب النشل التراثي، ومها وليلى قد لبسنَ ثياباً مطرزة بالخيوط الذهبية الزاهية، أمّا مريم وصفاء ومنار وريم فقد لبسنَ فساتين جذّابة ذات طابع حديث. اجتمعنَ بعد ليلة النصف من شعبان في منزل فاطمة، فرحبت بهنّ فاطمة ترحيباً شديداً، وجلسن ينتظرنَ المفاجأة، جاءت الأُم بمجموعة من القصص، ووزّعت على كلّ فتاة قصة عن الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وطلبت منهن الاطّلاع عليها، ثمّ قرأت معهنّ قصة واحدة تحكي عن ولادة الإمام (عليه السلام). تحمست الفتيات للقصة، فأمّ فاطمة شائقة في سردها، ثمّ عملت لهنّ مسابقة، فسألت عن سنة ولادة الإمام محمد بن الحسن (عليه السلام)، فأجابت ريم بأنّه كان في عام 255هـ، أمّا زينب وليلى فعرفتا أنّ من ألقاب الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، والمهدي، ومها وصفاء قد جاوبتا عن اسم أمّ الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، والتي كان اسمها نرجس (عليها السلام). أعطت فاطمة هدايا لصديقاتها على إجاباتهنّ الصحيحة، ثم قطّعت كعكة عيد ميلادها اللذيذة، وأعطت الجميع منها، استمتعت الصغيرات بهذا الحفل، وتعرفنَ على معلومات جديدة ومفيدة، وفي النهاية كانت أُمّ فاطمة قد اتّفقت مع أمّهات الفتيات أن تأخذهنّ جميعاً إلى الحسينيّة ليستمعنَ إلى المولد الشعبيّ بمناسبة ولادة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، ثمّ تذهب كلّ بنت مع أُمّها.