سَلِيلُ الإِمَامِ الحُسَيْن (عليه السلام)

دعاء فاضل الربيعيّ/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 135

(يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلَادِكُمْ..)/ (النساء:11). لقد أولت الشريعة الإسلامية الأسرة اهتماماً بالغاً؛ لأنها اللبنة الأولى لبناء المجتمع، فإذا صلحت صلح وإذا فسدت، ونحن اليوم بأمس الحاجة إلى تربية الأسرة، وتدعيم القيم الإسلامية فيها حتى يستطيع أن يتمتع الأبوان بوعي ديني كافٍ، يستطيعان معه تربية أبنائهم تربية إسلامية صحيحة بعيدة عن المقاييس الغربية، والتيارات المتطرفة التي تحاول جاهدةً أن تنال من أبنائنا وأسرنا، وأن تكسر ذلك الحصن الإسلاميّ المنيع تحت مُسمّى الحَدَاثة، وعليه جعل الشارع المقدّس تربية الأبناء على عاتق الأبوين، وأمرهما أن يتحملا تلك الأعباء، إذ أشارت الآية القرآنية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ..(/ (التحريم:6)، وإننا إذا أمعنا النظر فيمَن خلّدهم التاريخ نجدهم بلا شك نشأوا في أجواء ملؤها الحبّ والحنان والتربية السليمة، وقد تجسدت تلك التربية في شبل الإمام الحسين (عليه السلام) وشبيه الرسول خَلقاً وخُلقاً ومنطقاً، عليّ الأكبر (عليه السلام)، فهو قد نشأ وترعرع في أحضان النبوة والإمامة، وشرب من ذلك المعين العذب، وتميّز بمزايا محمدية علوية حسينية أهلته لأن يكون أنموذجاً للشاب المسلم، فقد كان عليّ الأكبر (عليه السلام) سمح الوجه، إذا تكلّم فكأنما يفرغ عن منطق رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكان الإيمان متجذراً فيه، وقد تجسد في عاشوراء، إذ برز فارساً لا نظير له، شجاعاً مقداماً، قاتل قتال الأبطال حتى نال الشهادة، وسقط على رمضاء كربلاء مضرّجاً بدمه في سبيل نصرة الحق وإعلائه، وقد استلهم الأبطال في الحشد المقدّس من سيرته العطرة، وساروا على خطاه لنصرة دينهم ومعتقدهم ومقدّساتهم، وهم اليوم يقارعون دون ملل وكلل كلّ قوى الإرهاب، فنسأل الله تعالى أن يثبت أقدامهم وينصرهم على القوم الظالمين.