لظهور الحق وزهوق الباطل

زينب حسين حجي حسين
عدد المشاهدات : 158

تعدّ مجلة رياض الزهراءh خطوة من خطوات الثقافة الدينية النسوية من أجل المضي نحو التمهيد للدولة المهدوية؛ لذا سنستعرض ملخّص مواضيع العدد السابق (118)، لتبيين الغاية من المواضيع: كلمة العدد الأسرة اللّبنة الأولى لبناء المجتمع، ويصلح المجتمع بصلاحها بالسكون والمودة والرحمة، والمرأة المؤمنة تعتمد أساليب تربوية ناجحة لتربية أبنائها، وإدارة شؤون أسرتها بنجاح، وعليها أن تطوّر نفسها علمياً وروحياً؛ لتأثيرها الإيجابي، فمن الأسس القوية التي تُعين على تكوين البناء الأسريّ الناجح الإلمام بالثقافة الجيّدة، وتعلّم الأولاد واجبهم تجاه المجتمع، إضافةً إلى حقوقهم وطريقة تعاملهم من أجل تحقيق ذلك؛ لإنّهم رعية الإنسان وصدقته الجارية وقرّة عينه، فلابد من إعطائهم الرعاية والحنان، ومساحة الحريّة المطلوبة لتطويرهم بشكل صحيح، وإنّ الأخلاق وسلوك الأبناء يجب أن تكون تحت الرقابة منذ الأيام الأولى للطفولة، ومجرّد حدوث سلوك شائن وأخلاق غير مناسبة فلا بدّ من انتباه أولياء الأمور لها، إذ يقتضي أن تكون هناك فرصة سريعة وجدّية لرفع الخلل وإصلاحه، فعلينا بتربية الذرية الصالحة المساهمة في التمهيد لدولة الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ونصرته حتى يكونوا من خير أنصاره بعون الله تعالى. نُورُ الأَحكَام إنّ الروايات الشريفة الواردة عن أهل بيت العصمةb تبيّن لنا مدى أهمية حليب الأم بالنسبة إلى الطفل بشكل خاص، فجميع الصفات الخلقية والنفسية تنتقل من المرضع إلى المرتضع؛ فلذا يؤكد أئمتنا b على أهمية إرضاع الطفل، بل التخيّر في استرضاع الطفل بلبن الوضاء الحسان وجعل الرضاعة أقل من المدة الشرعية جور وحيف على الطفل. التَّنمِيةُ البَشَرِيَّة الغضب في اللغة نقيض الرضا، وهو السخط والشدة، وانفعال وتوتر نفسي تصحبهُ تغيّرات فسيولوجية (بدنية)، تثيره دوافع داخلية ومثيرات خارجية مادية ومعنوية مؤذية، وأشكاله مختلفة كـ (استعمال بعض الألفاظ البذيئة أو الجارحة أو إيماءات الوجه العابسة والمنزعجة أو الإيذاء الجسدي سواء لنفسه أم للآخرين)، أمّا الوقاية من الغضب فتكون بـ (كظم الغيظ والحلم)، ومن خطوات التحكم بالغضب: الاحتراس، الابتعاد عن المثير المستفز أو مَن يسبب الإزعاج لنا، الاهتمام بطريقة التنفس، تغيير الوضعية، كظم الغيظ، اللجوء إلى قوّة الصمت. إِيمَاني ولدت نوراً في الكون بأجمعه من بيت بنت خير المرسلين (صلى الله عليه وآله)، اندمجت أرقى السمات وأنبلها بعضها ببعض في تنشئة الحوراء زينب (عليها السلام)، سنا العفة من والدتها (عليها السلام)، وتلألؤ البسالة من والدها (عليه السلام)، أمّا التحنّن والوفاء والجود بالنفس من أخويها سيّدي شباب أهل الجنة ، ترعرعت السيّدة (عليها السلام) مع هذه الأنوار، رأت من تواتر الأيام ما رأت، فقد الأم وأعزائها، وزوال حقوقهم بين مَن اغتصبوا، لكن هي أصبحت قدوة حسنة في العفة والحجاب والاحتشام، وانتقاء الكريم من العيش، واجتباء العزيز للنفس، والأهم الدراية الحقيقية والفعلية لمعنى الحياة، وفكّ رموزها والاستنباء بمجاهيلها، وكلّ ما يحجب العتمة عن البصر لرؤية الصراط المستقيم، نقتدي بها (عليها السلام) في الوقوف بوجهة الظلم والاستبداد، ونستمد منها (عليها السلام) القوّة والتصميم والإرادة؛ لنجد معنى الحياة من سيرتها (عليها السلام). إنّ من سعادة الفرد أن يتشرف بالبحث في عيشة مَن صاغوا للحياة معنى، وزخرفوا لها قوانينها وأنظمتها التي تقرّب المرء زلفى إلى الله (عز وجل) كحياة عقيلة بني هاشم (عليها السلام)، سلام عليكِ يا سيّدتنا العظيمة، أنتِ التي أضفتِ للنساء فخراً وشرفاً، لتعلو راية (يالثارات الحسين (عليه السلام)) على بقاع الأرض، وتبقى على قبّتكِ النيّرة حتى ظهور طالب الثأر (عجل الله تعالى فرجه الشريف). لحياة أفضل (المناداة بالمساواة) أحد من أسباب تفكيك الأسرة، وتسبّب النزول والإخفاق في سوء تعامل الزوجات مع أزواجهنّ؛ لأنّ الرجال قوامون على النساء، فالرجل يتميّز على المرأة بالصلابة والقوّة الجسديّة، فأعطاه الله (عزوجل) دور العمل خارج البيت والإنفاق على الأسرة والقيمومة، والمرأة تتميّز على الرجل بقوّة العاطفة وشفافية الطبيعة، فيناسب حضورها في البيت معزّزة مكرمة لتربية أطفالها مستعينة بإشراف زوجها في هذه المَهمة، وإنّ إرهاقها بالعمل خارج البيت جسدياً، واحتكاكها بالرجال الأجانب يعرّضها للمضايقات والمساومات من قبلهم، لذلك على كلّ زوجة أن لا تترك دورها الحقيقي في الأسرة، وتقتدي بالسيّدة خديجة (عليها السلام) التي وصلت بحسن تبعّلها إلى حدّ التفاني نفسيّاً وماديّاً لإنجاح رسالة زوجها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم تزاحمه على أيّ شيء، فكانت تستحقّ أن يقول (صلى الله عليه وآله) عنها: "ما أبدلني الله خيراً منها" وهكذا نجد سعادتنا.