مَا بَينَ الفَرَحِ وَالحُزْن

لوية هادي الفتلاوي
عدد المشاهدات : 164

ترافقنا الدموع في لحظات فرح كثيرة تمرّ في حياتنا.. قد تكون دموع الفرح كما يقولون.. وقد تكون تلك الدموع خرجت بعد أن كتمناها طوال سنين تعذبنا فيها، فتكون نهاية لعهد الأحزان وتتويجاً لبداية عهد خالٍ من الحزن.. وقد تكون بسبب رؤية إلى مستقبل تنذر فيه بانتهاء هذا الفرح، والتهيؤ لاستقبال أيام صعاب.. وقد.. وقد.. وقد.. أسباب كثيرة من الممكن أن يكون أحدها كافياً لهطول سحائب الأحزان.. رافقت ولادة سبط نبيّ الرحمة الكثير من الأحداث المبهجة منها والمؤلمة، ومع أنّ الله (عزوجل) قد رسم خطّ الإمام الحسين (عليه السلام) بكلّ وضوح وأطلع نبيّه (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) على ما سيجري عليه بأبي وأمي من مِحن ورزايا تكون ثمناً للحفاظ على الرسالة المحمدية، ألّا أن ذلك لم يمنع من انسكاب دموع النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) والصديقة الكبرى (عليها السلام) وأمير المؤمنين (عليه السلام) واختلاطها ببهجة ولادته (عليه السلام).. جمال مسكوب على عتبات الألم.. أُريق على أكاليل الكمال، أغدق على جنبات الحياة نوراً أضاء دهاليز الدهور.. وعَطّر صفحات التاريخ بعبق الإطلالة المنيرة.. تراقصت على مباهج ولادته نسمات الحنين.. تباشرت أزاهير الزهو وهي تشدو مع طيور السعد أنشودة الحب الحسينية الخالدة، والتي تردّدت أصداؤها في فضاءات حوت عبق سامراء، وهي تحكي قصة الميلاد الميمون على جنبات الخلود.