رياض الزهراء العدد 120 همسات روحية
حَالَاتُ المَدّ وَالجَزْر
ماذا أفعل في حالات المدّ والجزر في الارتباط بربّ العالمين (سبحانه وتعالى)، وحضور القلب في الصلاة، والدعاء حين الوقوف بين يديه؟ كيف أستطيع أن أبقى على هذه النورانية والصفاء الروحي التي تحصل معي أحياناً في وقت الصلاة، كما أنّ ظروفي لا تسمح لي دائماً بأداء صلاة الليل؟ فهل ذلك يمنعني من مواصلة طريقي في التقرب إلى الله (عز وجل)؟ إنّ هذه المشكلة هي أمّ المشاكل للسائرين إلى الله تعالى، فلا تكاد تجد مبتدئا في توجّهه إلى الله تعالى إلّا ويشتكي من حالات المدّ والجزر في صلاته وغيرها، وصفوة القول في هذا المجال إنّ هذه المشكلة سوف تبقى تصارع معها إلى أن تحصل لديكم حالة الاستقرار، وذلك بالوصول إلى مرحلة اللقاء ومشاهدة الجمال الإلهي، وعليه فإنّ الحلول الأولية في هذا المجال تتمثل في عدم القيام بما يوجب الجزر -عقوبة من الله تعالى- فإنّ الإدبار إذا كان من فعل الله (عز وجل)، فإنّه لا يلازم التقصير، إذ لعل ذلك مقصود لأجل وصول العبد إلى الكمال عندما يعيش مرارة البعد عنه، كما أنني أنصحكم بالاستغفار الدائم الذي كان ديدن النبيّ (صلى الله عليه وآله) في كلّ تقلباته، فإنّ الاستغفار يمحو الذنوب، وإن لم يقصده العبد لذنب معين، فهو كالاستحمام الذي يذهب الدرن، ولو لم يكن صاحبه قاصداً ذلك.