رياض الزهراء العدد 79 لحياة أفضل
البُيُوتُ أَسرَار_ المشاركة
الزواج هو شراكة أسرية بين الزوجين، وهو ضرورة من ضروريات حياة كلّ إنسان، وتكون الشراكة بين الزوجين في كلّ أمور الحياة وبهذا يقوى هذا الرابط المقدس، فقد قال الله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)/ (الروم:21)، وإن بعض الأزواج يعتقدون أن مشاكلهم الخاصة لا يجوز مصارحة زوجاتهم بها، وليس من شأن الزوجة أن تطّلع عليها أو حتى تسأل عنها، وبما أن الزواج هو شراكة بين الزوجين كما ذكرنا فيجب أن يتشاركا همومهما ومشاكلهما؛ ليصلا إلى الحلول المناسبة لها، وهذا ما حصل في مشكلة الزوجين حينما كان الزوج لا يصارح زوجته بمشاكله الخاصة، وكانت الزوجة متألمة بسبب هذا الأمر، وتحدّث كلا الزوجين عن مشكلته وعن وجهة نظره قائلاً: الزوجة: بدأت تصرفاته بالتغيّر تدريجياً، وأصبح إهماله واضحاً على أسرتنا، فلم يُعد يساعدني للعناية بأطفالنا كما كان، فهم يحتاجون إلى رعاية خاصة لأنهم مصابون بأمراض نادرة تتطلب اهتماماً خاصّاً وكبيراً ونحن الاثنان موظفان، فكلانا يكون مكمّلاً للآخر، وفي المدة الأخيرة بدأ يتغيّب عن البيت بكثرة، وحتى حين وجوده كان يجلس لوحده ويسرح بأفكاره بعيداً عنا، وكلّما سألته لأشاركه أفكاره وهمومه لا يجيبني، وبدأ يصرف أموالنا بكثرة ولا أعلم أين يصرفها على الرغم من حاجتنا الماسة إلى المال؛ لأن حالتنا المادية بسيطة، وأبناؤنا يحتاجون مصاريف إضافية لعلاجهم، وكلّ محاولاتي فشلت في معرفة أين يصرف هذا المال؛ لذلك لجأت إلى المختصين الاجتماعيين في حلّ مشكلتي. الزوج: إن زوجتي بذلت كلّ مجهودها كي تسعدني، وكرّست كلّ طاقتها وقدراتها لتوفق ما بين أسرتها وعملها، فحملت عبئاً ثقيلاً وهي صابرة راضية بما كتبه الله لنا من ظروفنا المعاشية البسيطة، وما ابتُلينا به من حالة أولادنا الصحية المتدهورة، وأنا في بعض الأحيان أعمل على مساعدتها، ولكن في المدة الأخيرة كنت غارقاً بمشاكل كثيرة أبعدتني عن المنزل، فلم أعمل على مساندتها كما كنت في السابق. وحاولتْ لأكثر من مرة أن تعرف ما الذي يشغلني لكنني لم أخبرها؛ لأن مشاكلي هي خاصة بي وأستطيع أن أجد لها الحلول بنفسي، وهي من جانبها عليها أن تتفهم ذلك ولا تستمر بإلحاحها معي، فليس من الضروري أن يخبر الزوج زوجته بجميع مشاكله، فهو كفيل بحلّها. قد أغرقت الزوج الديون، وهذه هي مشكلته التي لم يخبر زوجته بها، وترتبت عليه كثير من الفوائد على المال الذي اقترضه من أكثر من جهة؛ لأنه كان يضطر إلى أن يقترض المال من شخص ليسدد ديونه المترتبة عليه إلى شخص آخر بفوائد مالية، وهذا من الخطأ الفادح، فلو أخبر الزوج زوجته من البداية لعملت على مساندته في تسديد ديونه، وكان تصرف الزوجة حكيماً في عرض مشكلتها على المختصين الاجتماعيين لمعرفة المشاكل التي يمرّ بها زوجها، واعترف الزوج بخطئه؛ لأنه عمل على اقتراض المال وبفوائد، ولم يخبر زوجته من البداية، واستطاع الزوجان أن يجدا لمشاكلهما الحلول المناسبة.