رياض الزهراء العدد 120 لحياة أفضل
مَفَاهِيمُ خَاطِئَة- الأقارب عقارب
تحت هذا الشعار أصبح أغلب الناس يحاولون الابتعاد عن صلة أرحامهم دون أيّ تفكير أو وعي؛ ظناً منهم أنّ جميع الأقارب هم أناس لا يتمنون الخير لهم، متناسين ما نصّ عليه القرآن الكريم والرسول (صلى الله عليه وآله) من أحاديث تحث على صلة الأرحام والمودة والاحترام، فقد بتنا نسمع تكرار هذه المقولة على ألسُن الصغار والكبار.. وبات من الصعب النقاش في هذا الموضوع لاقتناع بعضهم به قناعه تامة رغم أنهُ ينافي ما أنزله القرآن الكريم.. فمنذ متى كان جميع الأقارب عقارب؟! ومنذ متى أصبح الغرباء أقرب من صلة الأرحام؟! وإلى متى سنظلّ نردّد كلّ ما يُقال دون وعي؟! ومتى سنقدّر نعمة صله الأرحام ونعطيها حقّها؟! العمر يمضي والساعات تكاد تنقضي، وكلّ منّا بحاجة إلى مَن يستند إليه عند الأزمات والشدائد، فإن ابتعدنا عن مَن هم سند لنا فمن سيقف بجانبنا إن صفعتنا الحياة؟! لنفكّر ولو قليلاً ونتدارك أفعالنا، وليكن دوماً شعارنا هو قول الرسول (صلى الله عليه وآله): "ألا أدلكم على خير أخلاق الدنيا والآخرة؟ تصل مَن قطعك، وتعطي مَن حرمك، وتعفو عمّن ظلمك".(1) وقال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): "صلوا أرحامكم ولو بالتسليم، يقول الله تبارك وتعالى: (..وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)(2)".(3) ............................ (1) الكافي: ج2، ص107. (2) (النساء:4). (3) الكافي: ج2، ص155.