سَعَادَتُهُم _ تأثير الأُم في صلاح أبنائها

رنا الخويلدي/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 273

هو كلمة إلهية فكان الصدق عنوانه، وهو نور رباني، فكان القرآن الكريم عنفوانه، والده قد بقر العلم بقراً بيراعة علمه النفيس، وأُمّه أم فروة حفيدة محمد الذي خالف نهج أخته وأبيه أبي بكر بحبّه لعلي، إذ أتتهُ النجابة من قبل أمه أسماء بنت عميس، حتى استشهد وهو والي الإمام (عليه السلام) على مصر، فكان حرياً بهذا الحب لعلي (عليه السلام) أن تكون حفيدته زوجة لإمام معصوم (عليه السلام) ألا وإنّه الإمام الباقر (عليه السلام) وأُمّاً لإمام معصوم (عليه السلام) أيضاً وهو الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، وقد أثرت أسماء بنت عميس (رضي الله عنها) في ولدها محمد بن أبي بكر، حتى صار موالياً لعلي (عليه السلام)، وأنجب ذريّة طيّبة، كان لها شراكة في إنجاب المعصومين (عليهم السلام)، وهذا يذكرنا بظاهرة في مجتمعنا والشيء بالشيء يذكر، وهذه الظاهرة هي أنّنا إلى الآن نجد آباءً وأمهات يتحسّسون من أولاد بناتهم ويحكمون مباشرة على عدم صلاحهم على الرغم من أنّهم صغار فقط؛ لأنّ هنالك مشاكل مع أزواج بناتهم، فيتوقعون أنّ هؤلاء الأولاد يكونون مثل آبائهم ما يجعلهم يتحسّسون منهم الشرّ، وطبعاً هذه النظرة وهذا الفعل ليس بالصواب، وذلك لأنّ المرأة وأهلها كأمها وأبيها وأخوتها وأخواتها لهم تأثير وراثي كبير في طباع أولادها، وتأثيرهم بالوراثة في الأولاد لا يقلّ تأثيراً عن تأثير الأب وأهله إن لم يكن أكثر، وقد ركزت الروايات على ذلك، منها قول الرسول (صلى الله عليه وآله): "تخيّروا لنطفكم فانّ العِرق دسّاس"(1)، وقوله (صلى الله عليه وآله): "..إيّاكم وخضراء الدمن، ..المرأة الحسناء في منبت السوء"(2)، وقوله (صلى الله عليه وآله): "اختاروا لنطفكم، فإنّ الخال أحد الضجيعين".(3) إنّ أولاد البنات مؤهلون لأن يكونوا وارثي أخلاق أخوالهم، وعليه ينبغي على الجد والجدة من ناحية الأم أن يعاملوا أولاد بناتهم كما يعاملوا أولاد أبنائهم بدون تفرقة، بغض النظر عن شخصية أصهارهم، ليقطفوا ثمار المعاملة الطيبة والتربية الحسنة، وفي الوقت نفسه ليكون لهم رصيد من المحبة في قلوب أولاد البنات، ويتجنبوا الضغائن والأحقاد التي من الممكن أن تملأ قلوب الأسباط على الأحفاد. .............................. (1) المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء: ج3، ص93. (2) الكافي: ج5، ص332. (3) الكافي: ج5، ص332.