رياض الزهراء العدد 121 لحياة أفضل
أَسبَابُ انحِرَافِ فِئَةِ الشَّبَاب
الشباب هم أساس قوة المجتمع، فبصلاحهم يصلح ويزدهر، وبفسادهم ينهار وينكسر؛ لذلك يجب الاهتمام بالفئة الشابة وتنشئتهم تنشئة سليمة خالية من كلّ المؤثرات السلبية، فللبيئة التي يعيش فيها الشباب الدور الكبير في تحديد سلوكياتهم، وممّا لاشك فيه أنّ هناك الكثير من العوامل والأسباب التي تعمل منفردة ومتضافرة في انحراف الشباب عن الخط المستقيم، وكان السؤال: (أيّهما أكثر تأثيراً في انحراف الفئة الشابة، ضعف الوازع الديني أم غياب الرقابة الأسرية أم الاستخدام الخاطئ لوسائل التواصل الاجتماعي؟) هو المدخل إلى معرفة حيثيات هذه الظاهرة عِبر توجيهه إلى شرائح أكاديمية من كِلا الجنسين من طلاب دراسات عليا أو أساتذة، وقد كانت أغلب الإجابات تؤكد على أنّ السبب الرئيس هو غياب الرقابة الأسرية، والتي هي أساس تكوين الفكر الخاطئ لدى الشباب، جاء بعدها سبب الاستخدام الخاطئ لوسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وجاء سبب ضعف الوازع الديني في المرتبة الأخيرة. وفي هذا الصدد بيّنت الأخت (هيفاء عبد النبيّ/ أ.د. في كلية العلوم/ قسم الفيزياء): أنّ الرقابة الأسرية هي الأساس في الحفاظ على الشباب من خلال الاستخدام الصحيح لوسائل الإعلام والتواصل مع الآخرين بشكل الصحيح. وأكد بعض الأساتذة على أنّ الأسرة هي أساس البناء الصحيح لأي فكرة، إذ قال الأخ (علي قاسم/ أ.م.د. في كلية العلوم/ قسم الفيزياء): إنّ وسائل الإعلام الآن أصبحت بمتناول الجميع وبدون رقيب، ولا يتعدى ذلك إلى فئة الشباب وفحسب، بل حتى الأطفال الآن أصبحوا يستخدمون وسائل الإعلام بدون هدف معيّن، وكذلك في بعض الأحيان بدون رقيب. بينما أكدت الأخت (مروة الباروني/ تعمل في إحدى المستشفيات) على: أنّ ضعف الوازع الديني هو الأشد تأثيراً؛ لأنه يؤدي إلى الاستخدام الخاطئ لوسائل التواصل الاجتماعي والإعلام على حد سواء، والدور الأسري وحده ليس كافياً للردع، فمثلا قد تجد شخصاً مقيداً برقابة أسرية شديدة ولكنه يبحث عن الانفلات من هذه القيود والتوجه نحو رغباته إذا لم يكن هناك التزام ديني ينبع من داخله. وأخيراً مهما تنوعت أسباب الانحراف فكلّها تؤدي إلى نتيجة واحدة ألا وهي انجراف الشاب المسلم إلى ما لا يحمد عقباه، وعلى الأبوين تدارك الأمر في أقرب وقت للحيلولة دون تفاقم الأمور وخروجها عن السيطرة.