مَفَاهِيمُ خَاطِئَة - الصمت علامة الرضا

أوس محمد عبيد/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 159

قد تتكرّر المواقف التي تتطلّب من الفرد أن يرجّح فيها الصمت على الكلام؛ لا لأنّه عاجز عن الكلام، لكنه اختار أن يحكّم عقله في ذلك الموقف، فيصمت كوسيلة ردّ يختلف معناها من حالة لأخرى، فبعضهم يعتبر الصمت عجزاً عن الإجابة، وآخر يعدّه علامة قبول ورضا لكلام المتكلم مهما كان، وآخرون يعدّونه علامة ضعف وخوف من الكلام والرد. فأحياناً قد يقلل من شأن الشخص الذي يصمت في بعض المواقف، فيصبح شخصاً لا أحد يحترم رأيه ولا أحد يقدر قيمة صمته الذي فضّله عن الكلام؛ ابتعاداً عن سوء الفهم وما إلى ذلك. لنتذكر قول الإمام عليّ بن الحسين (عليه السلام): "أن كان الكلام من فضة، فإن السكوت من ذهب".(1) فكلّما قلّ كلام الفرد ابتعد عن سوء الفهم والخطأ وكثرة الذنوب، وهذا لا يعني أن نبتعد عن الكلام بتاتاً، فعلى الرغم من أنّ الصمت نعمة إلّا أنّ اللسان أيضاً نعمة نحتاجها في الكثير من المواقف لقول الحق وعدم السكوت عنه. فالصمت نعمة واللسان نعمة، واختيار الأفضل بينهما إنما يكون بحسب الموقف وما يتطلب، فإذا عرف الفرد كيف يوازن بينهما فقد نجا في الدنيا والآخرة. ................................ (1) الكافي: ج2، ص114.