رياض الزهراء العدد 79 لحياة أفضل
نِعمَةٌ لا تُقدَّر بِثَمن
على حين غفلة دخلت العيادة، قالت بصوت منخفض إنني في ورطة، لم أكن أرغب بالإنجاب، فلديّ طفل معاق، وأنا الآن حامل بتوأم على الرغم من استخدامي عوارض الحمل، أجبتها سبحان الله، هناك مَن يصرف الملايين لغرض إنجاب طفل، وتريدين التخلّي عن توأم رزقك إياه الجليل، وبدل الشكر تقابلينه بالجحود، فقد يكون التوأم سليماً، وهو هدية الربّ الكريم جزاء صبرك على تربية ولدك المعاق، فأي ظاهرة هذه التي انتشرت بين النساء، وغزت كلّ عالمنا الإسلامي، وهي ظاهرة منع الإنجاب أو التخلّص من الجنين. فلو رجعنا إلى مبادئ ديننا الحنيف نرى أنه لا توجد آية قرآنية تشجّع على منع الأولاد، بل نقرأ الآية صريحة في سورة الإسراء - آية 31 -: (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا) وهذه أحاديث رسولنا الكريم (صلى الله عليه وآله) تدعو إلى طلب الولد، وتفضيل الولود على المرأة العقيم إذ قال: "ذروا الحسناء العقيم، وعليكم بالسوداء الولود، فإني مكاثر بكم الأمم حتى بالسقط"(1) وهناك الكثير من أحاديث أهل بيت العصمة التي تؤكد على ذلك فلماذا نبتعد عن عادات الإسلام وأخلاقه ونتمسك بتعاليم الغرب الذين ابتكروا هذه الأدوية لِما انتشر بينهم من إنجاب أولادٍ مشوهين خلقياً وأخلاقياً؛ بسبب كثرة العلاقات غير المشروعة، وكثرة تناول الخمور، مما يؤدي إلى أن يكون للشيطان شركاً في أولادهم والعياذ بالله. لقد انتشرت هذه الثقافة بين ربّات البيوت والمتعلّمات بحجة أن كثرة الأولاد يعرقل مسيرة الإنتاج خارج المنزل أو لصعوبة تربيتهم بالشكل الصحيح، وإذا دققنا بالأمر نجد أن تحديد النسل يكثر بين العوائل المترفة والمثقفة، أمّا العوائل الفقيرة التي لا تجد لقمة العيش فغالباً لا تفكر بتحديد النسل وإن حاولت فسبحان الله الذي يرزق بغير حساب. ولأن هذه الأدوية عبارة عن هرمونات فهي لا تخلو من خطورة خصوصاً أنها تُباع اليوم بشكل مباشر ومن دون وصفة طبية وبأسعار تجارية مناسبة. أيتها الأم اقرئي قليلاً عن أهمية تربية الأولاد والثواب الذي ينتظر كلّ أم، فالمرأة من حملها إلى فطامها كالمرابط في سبيل الله، فلِمَ تحرمين نفسك هذه الفرصة الثمينة؛ لتنالي الدرجات، وتنعمي مع أطفال منحك الله (عز وجل) إياهم، لتحصُلي على سعادة الدارين في رضاه (عز وجل). ....................................... مستدرك الوسائل: ج14، ص134.