رياض الزهراء العدد 123 همسات روحية
تَرتِيلُ قَدَاسَةِ العِيد
تجلّى صباح العيد يحمل في أنفاسه عرساً إلهياً.. إذ يمتلئ القلب بعبق الشوق والبهجة إلى أن نكون مع قوافل المصطفّين حول بيت الله العتيق.. ننصت خاشعين إلى لغة السماء، ونشوة العودة إلى أعتاب إشراقات انبلجت من نور الرحمن.. تميط اللثام عن عقيدة الدعاء التي تجذرت في النفوس، تنشد تراتيله قلوب المخلصين.. تهلّلت تباشير العيد في الأرجاء.. ومعالم الزينة منتشرة في كلّ مكان.. والتبريكات هي اللغة التي سادت الأجواء.. وعبير الذكريات يفوح منه عشق معجون بالخير والعطاء.. وتضجّ القلوب قبل الأفواه بعطر التسبيح والتهليل ملبيةً النداء (لبيك اللهمّ لبيك).. ترجّ الأكوان مرتلةً قداسة القرآن.. متعوذةً من شرّ الوسواس الخنّاس.. محطمةً بقايا قيود سلاسل الشيطان في الروح مع رمي أول الجمرات.. ناحرةً في لحظة النحر كلّ الكبر في الإنسان.. لحظات تستحقّ البهجة والسرور، فلعيد الأضحى عوائد إلهية.. كأنها قطرات ندىً تتساقط لتغسل الذنوب منّا، وتهب النقاء لسريرتنا.. ونغم ربّاني يتخلّل حواسّنا، فيحنّ الشوق بين جوانحنا إلى متعة الفريضة.. فيجعلها تستسلم لبارئها شاكرةً لعطاياه الندية.. حين أشاحت عيون الخلائق إلى السماء.. ولامست الكفوف لطائف العبودية بالطاعة الرحمانية.. ترتجي الفوز بعطايا العيد.. وتأمل أن تكتب في ساعاته سعادة المغفرة ونيل الجنان السرمدية..