رياض الزهراء العدد 123 همسات روحية
عِلَاجُ العُجُب
السؤال: أعاني من قسوة القلب والرياء والكبرياء، فقد كانت ثقتي مهزوزة بنفسي، ونتيجة مدح الآخرين لي لتقوية معنوياتي وثقتي بنفسي وصلت إلى هذا الحال، إلى درجة أنني عندما أقرأ في الدعاء (أنا أسألك ما لا أستحق) يخطر في قلبي بأنني أستحق!.. أعينوني للخلاص من هذا الشرك أعانكم الله. الرد: الأمر يحتاج إلى إعادة بناء من الداخل، وإعادة ترتيب الأمور من جديد، فإنّ هذه الحالات السلبية من الرياء والتكبر وغير ذلك، ثمرات لسلوكياتكم في الحياة.. ولا سبيل إلى حالة الملكة القلبية إلّا بالتكلّف أولاً، ومواجهة النفس في مقام العمل، ولو كان ذلك مخالفاً لهواها، وكيف يصاب المؤمن بالعُجب والرياء، والحال أنه لو أفنى عمره في طاعة ربّ العالمين لما أعطاه حقّه؟!.. وذلك لساعات الغفلة التي مرّت عليه في ما مضى من أيام حياته، وعلمه بالساعات التي يتلفها من حياته من دون نفع لدنياه أو آخرته.. أضف إلى أنّ الجهل بخواتيم الأمور لا يدع مجالاً للركون إلى ما عليه العبد، فلعل الشيطان يصادر كلّ المكتسبات ساعة الاحتضار، إذ يكفي الشيطان انتقاماً أن يموت العبد ويلقى ربّه وهو ساخط عليه، أجارنا الله تعالى من ذلك.