صِرَاطُ الغَدِير
خرج النبيّ (صلى الله عليه وآله) للحجّ قاصداً.. معه أهل بيته والمهاجرون والأنصار وقبائل الأعراب.. فهي حجة وحيدة أدّاها.. بهجرته كانت للحجّ وداعاً.. لعشر سنين بعد هجرته يعلّم الناس تفاصيل الأحكام بعد أن كانت عامة.. أعدادهم آلافٌ مؤلّفة.. أنهى المناسك والتبليغ أداه.. وفي غدير خم أمر الجمع فتلاقى.. يا أيها الرسول بلّغ، وإن لم تفعل ما بلغت منتهاها.. على الصعيد المنصهر بها سمعوا.. بأمر الوحي قد ولّى مولاها.. تعرضوا لحر الهجير ونور الشمس أقصاها.. مَن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه.. محبّ له ومعادٍ لمَن عاداه.. فكيف كانت وصيّة رسول الله عندكم؟ وكيف كانت تقواها؟ مَن أحبّه في الجنان غداً ينشد نشيد الخلود أبداً.. ورثت الأجيال منهم حبّ الوصي.. واستبسلت لا تعي في الخوف بأساً.. لبوا نداء الواجب بشجاعة، ونسفوا الكفر نسفاً.. يمهّدوا لدولة المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) من دمهم، ووجناتهم رصّت لطريقه رصّاً.. فمتى يكون ظهورك يا شمس التقى فقد طال الانتظار؟ لتعيد مجد أحمد والوصي وتحقّ الحقّ..