مُشاهداتٌ_ النعمةُ المجهولة

بالأمس القريب كانت الصحة تلفّ كيانها، وكان آخر ما يجول في خاطرها الوقوع أسيرة لجيش الألم. فأعلنت الحزن والكدر إلى كلّ مَن حولها، وأصابها الإحباط نتيجة لهذا الضعف الذي ألمّ بها وأعاقها عن مزاولة نشاطاتها. ولكن هل علمت أنها بمقدورها الاستفادة من هذهِ الراحة الاضطرارية؟ إنّ المرض فرصة مناسبة لمراجعة حياتنا ومن ثمّ توجيهها التوجيه الأمثل, مثلاً لنحاول القراءة وتمرين الفكر؛ ليرتفع الخيال باحثاً عن مصدر الخير والجمال. فتسمو الروح عن المادة, ويعفينا المرض عن كلّ الأفكار التي لا قيمة لها، ويعلّمنا التواضع، ويلقي النور على المظاهر المختلفة لشخصيتنا العميقة. ومن المؤكد أنه بين أيدينا أن نستخدم مدة المرض فيما ينفع، وعلينا أن ننظر إلى المرض على أنه رحمة سبقتها الصحة, تلك النعمة المجهولة.