رياض الزهراء العدد 124 همسات روحية
كَيفَ أَنقُذُ هَذِهِ المِسْكِينَة؟
أريد معرفة الحكم في هذه المسالة المؤلمة: أعرف بنتاً كانت -وهي في مرحلة الطفولة- متدينة بريئة، حتى وصلت إلى سن الشباب، لعب شيطان في عقلها، فظهرت مع شاب أجنبي، وصار بينهم تبادل عاطفي من مسك اليدين و.. فما حكم أعمالها الصالحة السابقة؟ وماذا عليها الآن؟ إنّ الأعمال الصالحة السابقة لا تبطل بأخطائها الفعلية، فلكلّ ملفه الخاص، ولكن من المؤسف أن تنتهي هذه البنت إلى هذه النهاية، ومن المعلوم أنّ الشيطان لا يكتفي بهذه المرحلة، بل يحاول أن يزجها إلى ما هو أسوأ من هذه المرحلة؛ لأنها بعد مدة من المحرمات الصغيرة تفقد سيطرتها على نفسها أولم تسمعي بأنه ما خلي أجنبيان إلّا وكان الشيطان ثالثهما، وينبغي الالتفات إلى أن بعض الفتيات -لشهوة عارضة- يفقدن فرص الزواج السعيد في ضمن عشّ زوجي دافئ؛ لأنّ التي ارتبطت نفسياً بمَن لم يتحقق معه الزواج الشرعيَّ، قد لا تنسجم مع الزوج الشرعيّ؛ لبقاء حنينه إلى الحرام السابق، وخاصة أنّ للشيطان رغبة في تأجيج نار هذا الحنين الذي لا يزيد الإنسان إلّا حسرة وندامة لفوت ما لا يدرك، أضف إلى أنّ الله تعالى هو الموفق والمعين، فما حال عبد أوكله المولى إلى نفسه وأخرجه من دائرة عنايته الخاصة؟! وأمّا مع توبتها الفعلية -بمعنى الندامة، والعزم على عدم العود- فإنّ الله تعالى غفّار لما مضى، ولا ينبغي التفكير في الماضي الأسود؛ لأنّ الشيطان قد يدخل عليها مرة أخرى من باب اليأس من رحمة الله تعالى.