عَلَى أَعتَابِ قَريَةِ المَعْرِفَةِ تَسِيرُ الخُطْوَاتُ نَحْوَ المَدْرَسَة

نوال عطيّة المطيّري/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 230

عند بدء العام الدراسي الجديد يُلقى على عاتق الأبوين تهيئة برعم جديد يداعب عقله اليانع ويديه الناعمتين شغافُ النور والعطاء ومشاغل الفكر وبيارق النجاح، فيلامس الأرض الخصبة؛ ليلوح بندى وميض أحضانها الدافئة وأسوارها الحصينة بالتربية والتعليم، ليتمتم القلب قبل الشفتين إنها (مدرستي) منزلي الثاني وموطني المتين، عنوان لصراع العلم ضدّ الجهل. ففي بداية المشوار الدراسيّ يدخل فوج جديد للتعلّم وإكمال المسيرة التربوية، فالمؤسسة التعليمية هي اللبنة الأصيلة والأساسية في المجتمع، وتأتي بعد البيت الأسريّ لتنشئة جيل واعد مثقف ينهض بالأمة ويواكب التطور والحضارة. وعليه تتحمل الأسرة مناصفة مع الملاك التعليمي إعداد الطفل في المرحلة الأولى من حياته الدراسية وتهيئته وتحضيره بالشكل الآمن والطبيعي للدخول إلى عالم القرائن والكتابة، وقواعد السلوك الصحيحة. قد يكون اليوم الأول للطفل في المدرسة من أروع الأيام في حياته وأجملها، تارةً يشوبه فضول الاستطلاع والاستكشاف، وتارةً أخرى قد يأخذ البكاء والصراخ والهروب والتمارض نصيبه بغية الرجاء بالانسحاب المعلن بشكل مباشر، وأخرى غير مباشر كتعبير عن الرفض. فمع انطلاق العنوان الدراسي في حياة الأطفال المقبلين للصف والباحة التربوية تُثار الشكاوى وتتوارد الأسئلة وتتخاطر في المخيلة، كيف تعالج تلك الظاهرة؟ لعلّ الإجابة تكمن في عبارة صريحة وسلسة، وهي أن تجعل المدرسة مكاناً جاذباً للطفل، وهذا الأمر ليس بالشيء الصعب والمرير، لكن شريطة التعاون وتظافر الجهود معاً الأهل والطاقم التدريسي، بتوفير مناخ ينسجم مع البيئة الجديدة للطفل، وعليه هناك مجموعة من الخطوات الميسّرة والمحمودة ينصح باتّباعها، وهي كما يأتي: 1. على الوالدين الاهتمام بالطفل ومنحه الوقت الكافي للتغيير عن شوقه وإشباع فضوله، والإجابة عن أسئلته من خلال الإنصات والاستماع إليه ومحاورته. 2. إحضار سبورة صغيرة أو لوحة كارتونية توضع أمامه، وتهيئة مقعد مناسب له في البيت، واتخاذ أحد أركان المنزل كصف بديل محاولةً للتعبير عن المناخ الصفي. 3. التعامل مع الطفل وفق سلوك تبادل الأدوار بين الأم والطفل، فيمثل دور المعلّم ويقوم بطرح الأسئلة والكلمات المحببة لنفسه، ومن ثم تقوم الأم بدور التلميذ المستمع لتمنحه مهارة الإصغاء، وتارة الإلقاء وزرع الثقة بالنفس. 4. مرافقة الطفل إلى المدرسة إن كانت قريبة؛ ليتعرف على المسافة وجوانب الطريق، واطّلاعه على مكونات بناية المدرسة وأقسامها قبل الدراسة، وإعطاؤه الانطباع الإيجابي للمبنى الجديد. 5. تعليق ملصقات وعبارات الترحيب، ووضع الزينة والألوان الزاهية، وتوزيع الحلوى والهدايا البسيطة وخلق جوّ من الاحتفال البسيط في اليوم الأول ابتهاجاً بالرياحين الجدد. 6. تنظيم جدول نوم الطفل، وتجنّب الاستيقاظ والسهر لساعات متأخرة من الليل؛ لينهض مبكراً وجسمه يتمتع بالنشاط والحيوية. 7. كسر حاجز الخوف، وعدم الإفراط بالحماية الزائدة من قبل الأم على الطفل، ومنحه الفرصة للاعتماد على نفسه، ومواجهة الموقف بشكل مرن ومناسب. وأخيراً وليس آخراً لأجل خلق رؤى جميلة ومدّ جسور الحب والتواصل بين الطفل ومملكته الثانية امنحوا أطفالكم حرية الاختيار الموفق والمشترك فيما بينكم، لاختيار الملابس والحقيبة والأدوات المدرسية المناسبة، مع إبداء النصح بشكل غير مباشر إن لزم الأمر، واستخدام مفردات الثناء والمديح، وتقديم الشكر مع الاحتضان المفعم بالحنان، كبطاقة عن السعادة لتصرّفه الجيد وتقبّله الحسن، والخروج بنزهة قريبة للترفيه بعد إكماله اليوم الأول في المدرسة ورجوعه إلى البيت.