مِن حُقُوقِ الحَيوَانِ فِي نَظَرِ أَهْلِ بيْتِ العِصْمَة (عليهم السلام)

السيد محمد الموسوي مسؤول شعبة الاستفتاءات الشرعية
عدد المشاهدات : 160

قال تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ)/ (الأنعام:38). لقد بيّنت لنا الآية الشريفة أهمية الاهتمام بالحيوانات وعدم الاستهانة بها، فكما أننا نعيش في جماعات ولكلّ منّا حقوق وواجبات فكذلك هي، فقد ورد عن النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله): "للدابة على صاحبها ست خصال: يعلفها إذا نزل، ويعرض عليها الماء إذا مرّ به، ولا يضربها إلّا على حقّ، ولا يحمّلها ما لا تطيق، ولا يكلّفها من السير إلّا طاقتها، ولا يقف عليها فواقا"(1)، أي إذا أراد الوقوف ولو لمدة يسيرة جداً، فلينزل من على ظهرها. وكذلك قال (صلى الله عليه وآله): "اركبوا هذه الدواب سالمة واتدعوها سالمة، ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق، فربّ مركوبة خير من راكبها وأكثر ذكراً لله تبارك وتعالى منه"(2) ورُوي أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) رأى ناقة معقولة محملة وعليها جهازها، فقال: "أين صاحبها مروه فليستعدّ لها غداً للخصومة".(3) وعنه (صلى الله عليه وآله): "مَن قتل عصفوراً عبثاً عج إلى الله يوم القيامة منه يقول: يا ربّ إن فلاناً قتلني عبثاً ولم يقتلني لمنفعة".(4) وأحبّ أن أختم كلماتي هذه بحديث لأمير المؤمنين (عليه السلام) يتكلّم فيه مع ابنته أم كلثوم بشأن إوز أُهدي إلى ولده الحسين (عليه السلام) إذ قال: "..يا بنية بحقي عليك إلّا ما أطلقتيه، فقد حبست ما ليس له لسان ولا يقدر على الكلام، إذا جاع أو عطش، فأطعميه واسقيه وإلاّ خلّي سبيله يأكل من حشائش الأرض".(5) إذا أردنا أن نتكلم على حقوق الحيوان وآداب ذباحته في الإسلام لاحتجنا إلى رسالة طويلة في المقام، ومن هنا نعلم أنه لا يوجد من أعطى لهذا الحيوان من حقّ غير الإسلام، وتحت ظلال منهج أهل البيت الكرام. ............................. (1) ميزان الحكمة: ج1، ص712. (2) ميزان الحكمة: ج1، ص712. (3) مسند الإمام الرضا (عليه السلام): ج10، ص34. (4) ميزان الحكمة: ج1، ص713. (5) مسند الإمام علي (عليه السلام): ج10، ص35.