رياض الزهراء العدد 128 همسات روحية
وَأيُّ حَدِيثٍ بَعدَ العِشْق
وأي حديث بعد العشق, وعطفه, وحنوّه علينا ينسي المهموم همّه, وغمّه, واسمه يزيح عن كواهلنا متاعب الدنيا.. وفوق ذلك كلّه, يرسل وصيّته لنا بما في مضمون الكلام: أن لا تتكلّفوا عناء البحث، فقط كونوا مخلصين ورعين ونحن نأتيكم.. إلهي ما أبهاك أن جعلتنا أولياء لخير خلقك محمد وآله (صلوات الله عليهم أجمعين).. اللهم أسألك الثبات على ولايتهم ومحبّتهم.. بل كن لي عوناً لأرتّب روحي التي تلاشت وتناثرت جل مشاعرها.. أرتّبها لتكون لائقةً لتقبيل تراب قدميك يا صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف).. فمنذ سنين خلت لم أشعر بهذا الشعور.. ومنذ سنين خلت أضعتها في البحث عن سرابٍ ووهم.. ليتها تضيع في السؤال عنك، وليتها تُقْتل في الشوق إليك، وليتها تجرّعت السُم في سبيلك يا ولي الله. فأنت باب الله (سبحانه وتعالى) الذي منه يؤتى وإليك يتوجّه العشّاق.. فيا لعطر ظهورك البهي.. ويا لأنفاسك الطاهرة التي تدعو لنا نحن المقصّرون.. ويا لعبق اسمك الزكي..