رياض الزهراء العدد 80 نور الأحكام
ظُلامَةُ أَهلِ البَيت (عليهم السلام)
ورد عن أمير المؤمنين (عليهم السلام): "ألا وإنّ الظلم ثلاثة: فظلم لا يُغفر، وظلم لا يُترك، وظلم مغفور لا يُطلب، فأمّا الظلم الذي لا يُغفر فالشرك بالله.. وأمّا الظلم الذي يُغفر فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات، وأمّا الظلم الذي لا يُترك فظلم العباد بعضهم بعضاً"(1) والظلم الذي نتكلم نحن بصدده هو النوع الثالث الذي لا يُترك، والذي قال عنه تبارك وتعالى: (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ)/ (الزخرف:65)، وهو نفسه الذي قال عنه أمير المؤمنين (عليه السلام): "واللّه, لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي اللّه في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته"(2) وفي حديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)أنه قال: "بين الجنة والعبد سبع عقاب، أهونها الموت، قال أنس: قلت: يا رسول الله فما أصعبها؟ قال: الوقوف بين يدي الله (عزّ وجل)إذا تعلّق المظلومون بالظالمين". وقد ورد في الحديث القدسي عن نبينا محمد (صلى الله عليه وآله): "أوحى الله (عزّ وجل)إليّ: يا أخا المرسلين! يا أخا المنذرين! أنذر قومك أن لا يدخلوا بيتاً من بيوتي إلا بقلوب سليمة، وألسن صادقة، وأيدٍ نقية، وفروج طاهرة، ولا يدخلوا بيتاً من بيوتي ولأحد من عبادي عند أحد منهم ظلامة، فإني ألعنه ما دام قائماً بين يديّ يصلي حتى يرد تلك الظلامة إلى أهلها".(3) ذكر أمير المؤمنين (عليه السلام)حديثاً يصف فيه مظلومية أهل البيت (عليهم السلام)إذ قال: "بينما أنا وفاطمة والحسن والحسين عند رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إذ التفت إليّ فبكى، فقلت: ما يبكيك يا رسول الله؟ قال أبكي من ضربتك على القرن، ولطم فاطمة خدها، وطعنة الحسن في فخذه، والسمّ الذي يُسقاه، وقتل الحسين". فأهل البيت (عليهم السلام)هم أكثر الناس مظلومية، حيث امتدت مظلوميتهم ابتداءً من رسول الله (صلى الله عليه وآله)وامتداداً بالذرية الطاهرة، فهذه السيدة الزهراء(عليها السلام)غصبوا إرثها، وسلبوا حقها، حتى أضرموا النار في بيتها، فلذا تأتي (عليها السلام)يوم القيامة تشكو بثها وحزنها إلى الله، وتقف في عرصات يوم القيامة، لا تدخل الجنة حتى يقتص الله (عزّوجل)ممّن ظلمها وغصبها. .................................... (1) ميزان الحكمة: ج6، ص37. (2) ميزان الحكمة: ج7، ص8. (3) ميزان الحكمة: ج6، ص43. (4) بحار الأنوار: ج27، ص209.