وِرَاثَةُ الأرْضِ

منتهى محسن محمد/ بغداد
عدد المشاهدات : 386

كلُّ الدول ينقضُّ بنيانها وتتهالك في الأخير، وكلُّ الممالك تندرس وتُمحى آثارها إلّا دولة عباد الله الصالحين التي أُسست على قيم الله تعالى ومبادئ الخلق العظيم، قال تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ  إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ)/ (الأنبياء:105). فهذه الآية الشريفة: (..أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) تشير إلى المنتظر القائم وأصحابه، ففي هذه الدولة الكبرى الموعودة تزدهر دولة الإصلاح ويحق لها أن تبني ترسانتها على أرض البسيطة لتتقوى وتنتصر على دولة الفاسدين والأشقياء التي عاثت في الأرض الفساد، إذ ينتصر الصالحون ويسيطرون على كلّ مرافق الحياة. وهؤلاء الصالحون يملكون جميع مؤهّلات الصلاح والإصلاح، فهم مؤهّلون التأهيل كلّه من ناحية التقوى والورع والخوف من الله (عزّ وجل)، إضافةً إلى تأهليهم من ناحية العلم والوعي، وكذلك شملهم التأهيل من ناحية التدبير والإدراك والتنظيم. ومن أراد من العباد الصالحين تحقيق بغيته وهدفه في هذه الحياة فما عليه إلّا أن يكون متسلّحاً بصفات الجندي الذي يستعد ليلتحق بصفوف جيش هذه الدولة الصالحة، ولن يلتحق إلّا الخُلّص الذين عاشوا الذوبان مع الله (عزّ وجل) ورسوله (صل الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) قولاً وعملاً، ليكونوا ممّن بشَّرهم الله (عزّ وجل) في محكم كتابه المجيد بالتمكين بقوله تعالى: (الَّذِينَ إن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْـمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْـمُنكَرِ وَلِلهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ)/ (الحج:41). ويتبعه قول النبيّ الأعظم (صل الله عليه وآله): «ثم يقوم قائماً يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، ويشفي صدور قوم مؤمنين، هم شيعته».(1) ترى.. هل نحن مستعدون للانضمام إلى جيش عباد الله الصالحين؟ وهل سعينا بجدٍ لبناء الدولة الرشيدة؟! ............................ (1) كفاية الأثر: ص178.