المَنهَجُ التَّربَوِيُّ في التَّعلِيمِ الأَهلِيّ وَدَورُهُ في إِعْدَادِ الطَّالِبِ

م. د. خديجة حسن القصير/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 188

لا يخفى على أحدٍ منّا أنّ التعليم الأهليّ لا يختلف كثيراً عن التعليم الحكوميّ، باستثناء أنّ مصادر تمويله تعتمد على مؤسّسات أهلية، ومع ذلك فنحن لا نُهمل الدور الذي قدّمته لنا المؤسّسات التعليميّة ذات الطابع الأهليّ في إعداد جيل ذي منفعة تزخر به المحافل المختلفة في مجتمعنا بكافة مؤسّساته ودوائره. والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هنا، هل أنّ المنهج التربويّ في التعليم الجامعيّ الأهليّ يختلف عنه في التعليم الحكوميّ؟ في البَدء لا بدّ لنا من معرفة مفهوم المنهج التربويّ، فقد عُرّف بعدة تعريفات، أعمّها وأشملها التعريف الذي وضعه (كارتر جوت- مؤلف اجتماعي في المناهج التعليمية) الذي جاء فيه: إنّه مجموعة فصول أو كورسات نظامية، أو هو سلسلة مواضيع دراسية تقدّم للمتعلّمين أو الدارسين في مؤسّسة تربوية، وتعدّ تلك الفصول بعد إكمالها من متطلّبات التخرّج في نهاية تلك المرحلة، والحصول على شهادة في مجال حيوي لدراسة ما، كأن يُقال منهج الدراسات الاجتماعية أو التربية البدنية مثلاً(1). وفي العودة للإجابة عن السؤال السالف الذكر نقول: إنّ مرحلة التعليم الجامعيّ حكومية كانت أو أهلية فالمنهجية الفاصلة فيها تتوقّف على إنتاج الكفاءات، وذلك لدعم مؤسّسات التعليم بشقّيه الأولي والعالي، ومؤسّسات البحث العلمي بحيث تكون أماكن للإنتاج والتقدّم بغضّ النظر عن الجهة المموّلة لهذا التقدّم أهلية كانت أم حكومية مثلما أشرنا سابقاً، وهنا يتدخّل دور التخطيط المنهجيّ التربويّ الذي لابدّ من أن يكون تخطيطاً علميّاً، وتحديثه بالشكل الذي يخدم التقدّم المعرفيّ والعلميّ، وبذلك فإنّ المحاور والمناهج في التعليم الجامعيّ الأهليّ هي نفسها في التعليم الحكوميّ، وتقوم على محورين أساسيين هما: الأول: المتعلّم، الذي يمثّل الطالب. الثاني: المادّة الدراسيّة التي تمثّل المنهج، وهذه تمثّل الطرف الثاني في المعادلة التربويّة، والمنهج بدوره ينقسم على منهج الموادّ الدراسيّة المنفصلة، ومنهج الموادّ المترابطة، ومنهج المجالات الواسعة(2). إذن عرفنا أنّ المنهج هو محتوى العمليّة التربويّة ومعناها الحقيقيّ، وهو الإطار العام للمادّة الدراسيّة وأنّ صلاحية أيّ منهج يمكن أن يُحكم عليها، ويتمّ تقييمها بنتائجها التي يلمسها الدارسون بصورة خاصّة وأبناء المجتمع بصورة عامّة، وما يقدّمه هذا المنهج من حلول ناجحة للمشاكل وصولاً إلى الأهداف وتحقيق الممارسات العلميّة ذات النتائج المفيدة والمهمّة لتقدّم المجتمع عن طريق هيئات تدريسيّة كفوءة تهتمّ بالمتعلّم بقدر ما تهتمّ بإعداد نفسها لهذه المَهمّة الخطيرة وأكثر من ذلك حتى تحقّق الإجابة عن السؤال الوارد في بداية المقالة. ..................................... 1- د. أحمد صيداوي، الإنماء التربويّ، قسم الدراسات التربويّة، العراق، 1978، ص157. 2- أ.م .د مهديّ داخل العبيدي، المنهج التربويّ في التعليم الجامعيّ الأهليّ، بحث منشور وهو أحد بحوث المؤتمر العلميّ الثاني لجامعة أهل البيت(عليهم السلام)، العدد الثاني، بلا. ت، ص285.