مُعَوِّقاتُ التَّعلِيمِ الإِلكترُونِيّ

م. د. خديجة حسن القصير/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 192

بالعلم تزدهر الأمم وتتقدّم، وترتقي سلّم المجد. هذا ما نسمعه وتتداوله أغلب المجتمعات على مختلف المراحل التاريخية؛ لذلك نجد معظم الدول تسعى جاهدة إلى تطوير التعليم، وتعزيز وسائل التواصل مع الطالب من أجل إيصال المعلومة بالشكل المناسب، ومن ثمّ تحقيق التطوّر العلميّ والمعرفيّ على حدّ سواء؛ لذلك نلاحظ أنّ بعض الدول أخذت تسعى إلى اتّباع الوسائل الحديثة من أجل النهوض بالعمليّة التعليميّة وتطويرها. وإحدى الوسائل المتّبعة في ذلك هي اللجوء إلى أسلوب التعليم الإلكتروني الذي شاع في السنوات الأخيرة وبشكل ملحوظ في أغلب دول العالم، وخاصّة الدول المتقدّمة تكنولوجياً، وبعض الدول النامية، ولكن هذا الأسلوب التعليميّ قد واجه معوّقات كثيرة في طريق نجاحه وما تزال البعض من الدول تعاني حتى وقتنا الحالي من هذه العقبات، وقبل الإشارة إلى معوّقات التعليم الإلكتروني لابدّ لنا من بيان ماهيته أو نبذة مختصرة عنه. يُقصد بالتعليم الإلكتروني: استخدام الوسائط المتعدّدة التي يشملها الوسط الإلكتروني من (شبكة المعلومات الدولية العنكبوتية "الإنترنت" أو الساتلايت أو الإذاعة أو أفلام الفيديو أو التلفزيون أو الأقراص الممغنطة أو المؤتمرات أو البريد الإلكترونيّ أو المحادثة بين الطرفين عبر شبكة المعلومات الدولية) في العملية التعليمية"(1). ويُعرف أيضاً بأنّه: طريقة للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة كالحاسوب والشبكات والوسائط المتعدّدة من أجل إيصال المعلومة إلى المتعلّمين بأسرع وقت وأقلّ كلفة وبصورة تمكّن من إدارة العمليّة التعليميّة وقياس أداء المتعلّمين وتقييمه(2). تعود نشأة التعليم الإلكتروني إلى المدّة التي اعتمد فيها المشروع سنة 1996م، حيث تمّ لأول مرّة تدريس المقرّرات الدراسيّة باستخدام الشبكة المعلوماتية، وامتدّ تطبيق التعليم الإلكتروني ليصبح نظاماً عالمياً تطبّقه أغلب دول العالم وخاصّة في أوقات الأزمات كالحروب وتفشّي الأمراض والأوبئة، فقد أصبح هذا النظام هو الأكثر رواجاً لمواجهة الظروف التي ترافق مثل هذه الأمور، وبما أنّنا نعاني في وقتنا الحاضر من أزمة وبائية تكاد تعصف بأغلب دول العالم فقد أصبح اتّباع نظام التعليم الإلكتروني الخيار الأمثل لاستمرار العمليّة التعليميّة؛ ولكن وياللأسف الشديد يواجه مستقبل التعليم الإلكترونيّ في الوطن العربيّ العديد من المعوّقات ويأتي في مقدّمتها عدم معرفة أغلب الطلّاب بمفهوم التعليم الإلكترونيّ؛ فكيف يكون للتعليم الإلكترونيّ مستقبل وطلائع المستقبل ليس لديهم فكرة عنه؟ مثلما أنّ تجارب بعض الدول العربيّة في هذا المجال ما تزال حديثة العهد ومحدودة فضلاً عن المعوّقات السياسيّة، والإدارية، والمالية،, الاجتماعية، والثقافية التي تُعيق هذه العمليّة وتحدّ منها. ............................................ 1- د. عبد الحافظ محمّد سلامة، وسائل الاتصال والتكنولوجيا في التعليم، دار الفكر للطباعة و النشر، عمان،1996م، ص64. 2- د. أحمد سالم ، تكنولوجيا التعليم والتعليم الإلكترونيّ، مكتبة الرشد، الرياض ، 2004 م، ص45.