رياض الزهراء العدد 173 الملف التعليمي
العَقَباتُ التي تُواجِهُ تَطبيقَ نِظامِ التَّعليمِ المُدمَجِ
تواجه مؤسّسات التعليم العالي اليوم مطالب عدّة فرضتها عليها التطوّرات العلميّة والتكنولوجيّة المتلاحقة، وأصبح عليها - على الرغم من قلّة الإمكانات والموارد المتاحة لها - أن تواجه الإقبال المتزايد على التعليم العالي، والارتقاء بمستوى كفاءته وفعاليّته وجودته؛ ليتماشى مع متطلّبات العصر، ويفي باحتياجات سوق العمل، ويفُعّل خطط التنمية، وذلك عبر تطوير الملاكات البشريّة، ومن أجل تحقيق هذه المطالب والاحتياجات التعليميّة، كان لابدّ من إحداث تغييرات جذريّة في نظام التعليم الجامعيّ، بحيث لا يقتصر على نمط التدريس التقليديّ داخل قاعات الدراسة، بل الاعتماد على نمط يستطيع توظيف التطوّرات الحديثة في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، مع اتّسامه بالمرونة والكفاءة والفاعليّة، لذلك لجأت أغلب الجامعات إلى اتباع نظام التعليم المدمج فضلًا عن الضرورة، وما يمرّ به المجتمع حاليًا من ظروف الجائحة قد حتّمت عليه تطبيق التعلّم المزيج القائم على الدمج بين نمطي التعليم التقليديّ والتعلّم الإلكترونيّ، التي أثبتت الكثير من الدراسات فاعليّته في تنمية كثير من القدرات والمهارات التعليميّة لدى الطلّاب، وعلى الرغم من كلّ ما قيل وكُتِبَ عن التعلّم الإلكترونيّ والتعلّم المزيج من حسنات وفوائد، تبرز بين الحين والآخر بعض المعوّقات البشريّة والماديّة والإجرائيّة، التي تعترض من قريب أو بعيد سبل تطبيق التعليم المزيج، وهي: 1- تدنّي مستوى الخبرة والمهارة عند بعض الطلبة والمدّرسين في التعامل بجديّة مع أجهزة الحاسوب ومرفقاتها. 2- التكاليف العالية لهذه الأجهزة ومرفقاتها، قد تقف أحيانًا عائقًا في سبيل اقتنائها لدى بعض الطلبة والمدّرسين والجهات الأخرى. 3- تدنّي مستوى المشاركة الفعليّة للمتخصّصين في المناهج والتربية والتدريس في صناعة المقرّرات الإلكترونيّة المدمجة. 4- الاختلاف في كفاءة الأجهزة الحاسوبيّة وقدرتها، وسرعة تطوّرها من جيل إلى آخر، يعيق من ملاحقتها ومواكبتها أحيانًا. 5- تعدّد الشبكات وسعتها وسرعتها والشركات واتصالاتها يعرقل أحيانًا تقديم الخدمة الفضلى للفرد. 6- تدنّي مستوى فاعليّة نظام الرقابة والتقويم والتصحيح والحضور والغياب لدى الطلبة. 7- التغذية الراجعة والحوافز التشجيعيّة والتعويضيّة قد لا تتوافر أحيانًا. 8- بعض المراحل الدراسيّة وبخاصّة الابتدائيّة، وبعض المناهج والمقرّرات الدراسيّة وبخاصّة تلك التي تحتاج إلى مهارات عمليّة، قد لا يجدي فيها استخدام التعليم الإلكترونيّ. 9- لاتزال هناك بعض العادات والتقاليد والمفاهيم التي تمنع من استخدام التكنولوجيا.