رياض الزهراء العدد 177 شمس خلف السحاب
خَيرُ الزَّادِ
ذهن الحَدَث مرآة خالية من النقش، قابلة لما يُرسم فيها من حَسَن أو قبيح، وأرض خالية تقبل الطيّب وتقبل الخبيث، وكلّ شيءٍ يُزرع فيها يثمر ولو بعد حين، ومن هذا المنطلق يجب أن نعلّم أولادنا المعلومات النافعة، والأخلاق الحسنة، وأن نهتمّ بتغذيتهم روحيًا ومعنويًا، فذلك خير زاد لهم. هلمّوا سويًا لنعمل على صنع جيل طيّب وواعٍ ومهدويّ، متسلّحًا بعلوم ذلك الطبيب وبتلك المعرفة، وذلك النور الإلهي الربّاني المقدّس المخلّص من كلّ شائبة. فممّا يسرّ القلب أن نجد فتاةً نشطةً وحاذقةً تحاول أن تصل إلى إمام زمانها بكلّ خطوة من خطواتها؛ فينعكس ذلك بشكل كبير على حياتها اليومية العادية. وأن نجد فتاة غاضّة بصرها عمّا حرّم الله، تقية محافظة على عباداتها، وتسعى في طلب العلم جاهدة، مواظبة على دروسها، منشغلة باكتساب العلوم النافعة؛ لتكون عارفة بما يُرضي إمامها، وتجعلها تتجنّب سخطه - بأبي هو وأمّي- أيّها الفتاة عليكِ أن تكوني مهدوية قولًا وفعلًا، وليس الاقتصار على أحدهما دون الآخر؛ فذلك يشكّل خطرًا عليكِ، وعلى كونكِ تنتمين إلى المهديّ من آل محمّد (صلّى الله عليه وآله). اقرئي، تعلَّمي، واكتسبي الشهادات العليا، تقدَّمي، ولا تكوني كسولة، فأحباب الإمام ليسوا كذلك، بل هم شعلة متأجّجة، ولهم عقول واعية لا تقدر عليهم الشبهات، ولا أصحابها.