رياض الزهراء العدد 177 همسات روحية
فُرَصُ الثَّقَافَةِ
مضمون السؤال: أنا فتاة ابتعدتُ عن مشاهدة التلفاز؛ حتى أستطيع تربية نفسي وعدم متابعة البرامج الرخيصة، ولكن ذلك قد يؤدّي إلى نقص المعلومات عندي لما يدور في العالم، وأجد أنّ التلفاز لا يقدّم للمجتمع أيّ تطوّر ومواكبة للعصر الذي نعيشه، إضافة إلى أنّ أكثر الشباب يجذبه التطوّر، سؤالي هو: هل أنّ التلفاز يضعف الناحية الروحية لدى الشخص؟ مضمون الردّ: ليس هنالك قاعدة في هذا المجال، وإنّما الأمر يعود إلى طبيعة الإنسان نفسه، وإلى البرنامج المعيّن الذي يُبثّ في التلفاز، ولكن لا نخفيكم سرًّا أنّ هدف معظم القنوات الإعلامية، بل كلّها -إلّا ما شذّ وندر- هو جذب المشاهدين بأيّ أسلوب كان، ولو على حساب إفساد الأخلاق، وإشغال المشاهد بالتوافه من الأمور؛ لئلا يفكّر في القضايا المصيرية لأمّته. وعليه فمَن أراد أن يجلس أمام التلفاز، فعليه أن يستحضر حقيقة أنّ الوقت أمانة إلهيه، وسوف يُحاسب عليه عند عبور الصراط، فلا يُدخل في قلبه وفكره إلّا ما يفيده لدنياه أو آخرته، وقد ورد في وصف المتّقين أنّهم: "وقفوا أسماعهم على العلم النافع لهم"(1)، واعتقد أنّ أسلوب التثقّف من الكتاب، أكثر جدوىً من تقليب البرامج المختلفة، ليرجع الإنسان بعدها إلى مضجعه ولم يستفد معلومة واحدة تنفعه نفعًا حقيقيًا، أضف إلى أنّه لا بدّ من الاعتدال في استماع الأحوال التي يمرّ بها المجتمع، فالاهتمام بهذا الجانب يفتح آفاقًا ومبادرات تقدّم خدمات متنوّعة لأفراده. (1) نهج البلاغة: ج2، ص120.