رياض الزهراء العدد 177 الملف التعليمي
بينَ التَّعليمِ المدمَجِ والحضوريّ إرباكٌ يهدّدُ جيلًا بأكملِهِ
بعد تحدّيات العام الماضي والانقطاع الذي حصل في المنظومة التعليمية الحضورية، يستعدّ الطلبة للعودة إلى حياة الدراسة الطبيعية من جديد، حيث نلاحظ ومنذ بدء عامنا الحالي استعدادات مختلفة من قِبل الهيئات التعليمية فيما يتعلّق بتنظيم الجدول الزمني للدروس، وتجهيز الجامعات والمدارس، وترتيب القاعات وغيرها من عوامل الدعم اللوجستية المتمثّلة باتخاذ الإجراءات الوقائية، من تجهيز المؤسّسات التعليمية بالمعقّمات والكمامات وموادّ التعفير، وصولًا إلى تشجيع الطلبة والملاكات العاملة على أخذ اللقاح، والقيام بعمل تحليل (pcr) لمَن لم يتسنَّ له أخذ اللقاح. ونلاحظ في الوقت نفسه الحماس الموجود لدى الطلبة وأولياء أمورهم وترحيبهم الشديد بعودة الدوام إلى عهوده. ولكن بطبيعة الحال على الرغم من الحماس، فقد يكون البعض قلقًا من العودة ومن التعامل مع الإجراءات الوقائية المتوافرة؛ لذلك ارتأينا هنا أن تكون لنا بادرة في سؤال البعض من ذوي الطلبة والملاكات التدريسية عن رأيهم في عودة الدوام، وفي أن يكون مدمجًا جامعًا بين الحضور في الموادّ الأساسية، والإلكتروني في الموادّ الثانوية الأخرى، وكان لنا استطلاع لآراء البعض، فجاءت إجاباتهم متفاوتة: وعند سؤالنا الدكتور أحمد راهي/ مقرّر قسم في إحدى الجامعات الحكومية: أعرب عن رغبته الشديدة بعودة الدوام الحضوري للطلبة، لكن مع الالتزام بالإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي، ومع تكييف وضع الطلبة بالنسبة إلى المواد الأساسية تكون حضورية، وبقيّة الموادّ يُتّبع معها النظام الإلكتروني. في حين أشارت الدكتورة فاطمة المخزومي/ مديرة إحدى المدارس الثانوية إلى: أنّ عدم اعتماد الدوام الحضوري لسنة ثالثة يعني الذهاب إلى المجهول، وعلينا إيجاد السبل والحلول لاستمرار التعليم على الرغم من الجائحة، وملاكاتنا التربوية بذلت جهودًا كبيرةً، وعلى الطلبة وأولياء الأمور أن يضعوا في حساباتهم مستقبل أبنائهم ودورهم في بناء البلد. وفي سؤالنا لأحد أولياء الأمور أعرب عن رغبته في عودة ابنه إلى المقاعد الدراسية، ولكن على الهيئة التعليمية أن تتّخذ الإجراءات المشدّدة بشأن اتّباع الوسائل الوقائية، وتوفير الوضع الصحّي الملائم لأبنائهم. وأكّد ولي أمر طالب آخر على أنّ التعليم المباشر داخل الفصول الدراسية أنموذج يفضّله معظم أولياء الأمور؛ لكونه يعيد الهيبة للمعلّم واحترام الطالب له، ويُشعر الطالب بأهمّية الدراسة وجدّيتها، موضّحًا أنّ العام الدراسي الحالي شهد انطلاقة مثالية لحماية الطلبة والحفاظ على صحّتهم بالدرجة الأولى. عن طريق استطلاعاتنا للرأي وسؤال البعض من الملاكات التدريسية وأولياء أمور الطلبة يتّضح لنا أن التعليم الحضوري مرحّب به؛ لإيجابياته في تطوير العملية التعليمية وزيادة مقبولية الطالب للتعليم وتفوّقه في دراسته.