رياض الزهراء العدد 177 منكم وإليكم
الزَّواجُ المُبَارَكُ
تسابقت كلّ المكارم على أعتابه، وقصّة الفداء تفصح عن جلالة قدره، لقد أعاد إلى الأذهان قصّة فداء جدّه إسماعيل النبيّ (عليه السلام)، وتهافتت فتيات مكّة لنيل قبوله ورضاه؛ ليحظينَ بالشرف العظيم المخلّد، حين رأينَ النور في جبينه يشعّ كالبدر المنير مهابة وسؤددًا؛ لكنّه اختار زهرة القوم الفريدة التي من رَبوات المجد أزهرت، ومن أفانين الفضل تفتّحت. وعين السماء ترعى مهد النبوّة ومغرس الرسالة الخاتمة، فكان الزواج المبارك من آمنة بنت وهب، ربيبة الشرف المتطاول، والأصل الكريم، وعبد الله الذي لم يكن في زمانه أجمل ولا أبهى ولا أكمل منه، في السماء مقدّر؛ ليحتفل كلّ الوجود، ها هو موعد بزوغ فجر الرسالة الخاتمة، وانتهاء الظلم قد اقترب، وزُفّت البشرى في العالمين: حان قدوم المنقذ، لقد حان أوان الصبح المرتقب الذي يطهّر الأرض من دنس الشرك، ويزيل دولة الأوثان والأصنام، ويبطل كهانة الكهّان. هو الزواج المبارك الذي أشرقت به دنيا الوجود بقدوم خير الخلق ومخلّص الأنام محمّد (صلّى الله عليه وآله).