فِي عَصرِ العَولَمَةِ.. لا انسياقَ خَلفَ الأهواءِ

أفلاذ عبد الله القره غوليّ/ بابل
عدد المشاهدات : 231

العولمة تعني سيطرة الجماعات القوية على النواحي الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، ويؤدّي ذلك إلى صهر الثقافات وفق ما تريد هذه الجماعات من ايديولوجيّات.. فالمرأة المعاصرة تعاني اليوم من حالات لسلب هويتها الثقافية والاجتماعية، وإحلال أفكار وتوجّهات تفقدها حريتها ومكانتها في المجتمع الإسلامي؛ لتكون داخل عبودية تحدّدها توجّهات فكرية غريبة، محاولين بذلك استغلالها للتأثير في هوية المجتمع ككلّ، فهم يرون المرأة صيدًا سهلًا وفاعلًا في المجتمع، فتُستغلّ بقيامها بأعمال لا تتناسب وبنيتها الجسدية، وكلّ ذلك من أجل اقتصاد السوق. ومن الملاحظ أنّ حياة المرأة المعاصرة اتّسعت لتشمل أبعادًا جديدة مستحدثة، ينبغي إعادة النظر فيها من جديد في ضمن إطار الشريعة الإسلامية، فنجد مثلًا من الأفكار والممارسات الخاطئة التي كان للإعلام بالغ الأثر فيها، هي سيطرة المنفعة المادية على حياة المرأة، وهوس الوصول إلى الكمال المادي، والجمالي ولقد نال المنتجون منها واردًا كبيرًا، هذا فضلًا عن تضييع طاقات المرأة، وإتلاف وقتها ومدّخراتها، وتذويب شخصيتها بجعلها لا تشبع، ولا تنتهي رغباتها غير الواقعية، فيكون بذلك خطر بالغ على حياتها. ولكن هنا يأتي دور المرأة المسلمة المعاصرة في قبال الثورة المعلوماتية، والانفتاح على العالم في انتقاء ما هو مفيد بحزم وشجاعة إيمانية. وأنّ المرأة المسلمة المعاصرة متوازنة في تعاملها مع الحياة ومتطلّباتها، فهي تسعى إلى كلّ فضيلة، ولا يلهيها شيء عن طاعة، ترى الأمور بموازين الشريعة الحقّة ولا توغل في تزيين مظهرها غير المبرّر، والخارج عن إطار الشريعة. وعلى المرأة المسلمة أن تكون قيادية فعّالة، قادرة على فعل الفضيلة، دائمًا تصنع الظروف المناسبة لتفوّقها، حاضرة في كلّ ميدان مبارك، لا يطمع فيها العدوّ، وما فتئ المجتمع ينهل من برّها وخيرها.