فَقْدٌ وضَياعٌ

زينب خليل آل بريهي/ كندا
عدد المشاهدات : 234

خبّأتُ حزني بين أضلعي حتى لا أغرق.. أتضرّع بكفّي في قنوتي حتى يفيض بالدموع.. فتُطلى بشتّى الألوان.. وأخفي الخدوش التي تلبسها أناملي.. وتُرسم كلوحة شاحبة فقدت بريقها في ليلة عاصفة.. خبّأتها جيدًا في قبضتي حتى فاضت وامتلأت كسماء ملبّدة بالغيوم.. كيف قضيتُ عمرِي وأنا أركض في لهفة علنية!.. أجلس بصمت، إنّها الساعة الثانية من صباح يوم جديد.. يتملّكني دومًا هاجس الرحيل المفاجئ.. خوفًا من الفقد، التعلّق، الضياع.. هاجس مخيف يجعلني أرسم مشاعري بلوحات ملوّنة بتفاصيل كثيرة، دقيقة ومعقّدة.. لكنّي أخطأتُ الطريق.. فأين المحطّة، وإلى أين المسير؟ أبحث عن خطواتي في الطرقات.. كمْ أودّ لو أنّني أسافر نحو النجوم.. وأرى حلاوة الطريق.. فمنذ أن اكتشفتُ الطريق نحوه.. آمنتُ أَن لا طريق آمن غير طريق الله (عزّ وجلّ).. يخفّف عنّا ضجيج الحياة.. يمدّ يد ألطافه بعطف.. يهمس بصمت.. ويمسح على أرواحنا.. كمْ قضينا الليالي في البكاء ضعفًا.. كمْ لبثنا في اليأس.. يحملنا بلطفه الخفي؛ ليمنع عنّا الانكسار.. نمسح دموعنا بتراتيل آيات قرآنه الكريم.. يستقبلنا خمس مرّات ونحن مثقلون بذنوبنا وعدم اكتراثنا.. يلتفت إلينا بتسبيحات واستغفار.. ولكنّي اليوم قرّرتُ أن أكون أقرب.. بعدما تمنّيتُ أن يكون الأمر أكثر مثالية!! فبعد أن عدتُ بذاكرتي إلى سنوات عمري، وجدتُ أنّني.. ما عدتُ أميل لألواني القديمة.. وعدتُ أرسم مناجاتي.. "يا عبدِي، كَيفَ تَحزن وَأنا خالقُكَ الذِي يُحبّكَ"؟! اقتربْ، دعني أُضمّد جراحكَ.. فما دمتَ برحمتي فلا وجود للألم.. أَي إلهِي..