التَّبذِيرُ

السيد محمد الموسوي مسؤول شعبة الاستفتاءات الشرعية
عدد المشاهدات : 156

قال الله تعالى: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) (الإسراء: 27). جاء في الرواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "أترى الله أعطى مَن أعطى من كرامته عليه، ومنع مَن منع من هوان به عليه، كلا، ولكن المال مال الله يضعه عند الرجل ودائع، وجوّز لهم أن يأكلوا قصدًا ويشربوا قصدًا، ويلبسوا قصدًا، وينكحوا قصدًا، ويركبوا قصدًا، ويعودوا بما سوى ذلك على فقراء المؤمنين ويرموا به شعثهم، فمَن فعل ذلك كان ما يأكل حلالًا، ويشرب حلالًا، ويركب حلالًا، وينكح حلالًا، ومَن عدا ذلك كان عليه حرامًا، ثمّ قال: (وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)(1). فالقصد أمرٌ يحبّه الله، والسرف يبغضه الله، وهو من الرذائل الأخلاقية، حيث يحرم إفساد المال وإنفاقه في المعاصي، فقد قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): "إذا أراد الله بعبد خيرًا ألهمه الاقتصاد وحُسن التدبير، وجنّبه سوء التدبير والإسراف"(2). من هذه الروايات وغيرها يتبيّن لنا أنّ المال هو أمانة أودعها الله عباده وائتمنهم عليها؛ ليسدّ به حاجاتهم الضرورية، وليس لهم التملّك المطلق له، فالمال مال الله والخلق عباد الله، فكم من أمانة أوجبت لصاحبها الزلفى من الله تعالى، وكم من أمانة أوجبت لصاحبها النار، مثلما قال تعالى: (إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى* أَن رآه اسْتَغْنَى) (العلق : 6-7). ومن أمثلة تضييع المال وإتلافه: 1- رمي نواة التمر مع إمكان الاستفادة منها. 2- إراقة المتبقّي من الماء في حين يمكن رفع الحاجة به. 3- تمزيق الثياب، في حين يمكن الاستفادة منها. 4- خزن الطعام حتّى يتلف. 5- إشعال المصابيح مع وجود ضوء الشمس. 6- إعطاء المال للولد الصغير أو السفيه وهو لا يعرف كيفية التصرّف فيه. 7- عدم المحافظة على ثياب صونه التي يرتديها خارج المنزل باستهلاكها. 8- رمي الفاكهة قبل استكمال أكلها. 9- الأكل فوق الشبع. وأخيرًا رُوي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: "مَن وجد لقمةً ملقاةً، فمسح منها أو غسل منها، ثم أكلها، لم تستقرّ في جوفه إلّا أعتقه الله من النار"(3). ............................ (1) البحار: ج75، ص305، ح 6. (2) عيون الحكم والمواعظ: ص131. (3) وسائل الشيعة: ج1، ص 361.