حُلْمٌ مَلائِكِيٌّ

من بين كلّ الأحلام.. هناك حلم ملائكي.. هو كلّ ما أصبو إليه.. لا تكتنفه المادّيات.. أشتاق لاحتضانه.. مـرسوم في خارطة القلب.. أفتّش عنه دومًا.. في كلّ ردهة من ردهات حياتي.. حلم أبيض.. وأنا في انتظار عناقه.. كفراشة تتوق إلى النور.. يظلّ أمنيّةً.. يبلسمها دعائي كلّ حين.. لتنزله السماء.. كغيث يلامس أجنحتي.. فتطير شوقًا إليه.. إلهي اجذبني إليكَ.. كفراشة تاهت عن النور.. متى يا إلهي؟ فأنتَ حلمي الأقدس.. متى اللقيا في حضرتكَ؟ متى تبدأ الروح تنتشي من كأس عشقكَ؟ متى أبلغ وصالكَ؟ لتكون أنتَ معشوقي.. حلم أتلوه عشقًا.. أضعه في أكفّ السماء.. يحمل في كأسه جميع الأمنيّات.. متى تصل النفس إلى فوهته؟ متى أرتشف من ذلك الكأس؟ ولو رشفةً واحدةً! لتوصلني إلى منتهى العشق.. فكلّما لاح النور.. اقتربتُ كالفراشة.. لأتلذّذ بشهد وصالكَ.. إلّا أنّ تلك الأمنيّات تأسر الروح.. لتميل بي عن ذلك النور.. فهذه الحجب.. ما تزال تكبّل يديّ.. وتحول دون سجود الروح.. في محراب عشقكَ.. لكنّي لا أزال أرتجي تلك النظرة الرحيمة.. من إمام زماني.. لأطير على جناح شفاعته.. فأدنو منكَ بحبّه.. فهو بوصلة النور إليكَ.. متى أيّها الحلم.. ستعـانق الروح.. لتحلّق في سمائه؟ لتحيا في طهر.. ويفوح منها عبق النقاء.. متى سيطلّ فجركَ يا حُلم العالَمين؟ في أيّ ساعة ستخرج.. من الغيب إلى الظهور؟ ما أزال بانتظار ذلك النور.. سأصلّي كثيرًا.. ليبلغ حلمي السماء..