ثَقَافَةُ الحَواجِزِ

الشيخ حبيب الكاظمي
عدد المشاهدات : 132

مضمون السؤال: أنا امرأة متزوّجة، ولي الكثير من الاهتمامات الحوارية على العديد من الصعد، منها الاجتماعية والدينية والثقافية، مع الالتزام الشديد في طرح المواضيع والردود، لكن بطبيعة الحال فإنّ الوضع يتطلّب مشاركة الرجال، سواء في الردّ أو عن طريق الرسائل الخاصّة في المنتدى ذاته، فما رأي سماحتكم؟ وهل المقصود من التعارف والأخوّة في الله (عزّ وجلّ) الاقتصار على الجنس نفسه؟ أي الرجال مع الرجال، والعكس؟ وما حدود التعامل بين الجنسين؟ مضمون الردّ: نصيحتنا في هذا المجال هي عدم التواصل بين الجنسين؛ لما في ذلك من المفاسد المعروفة، فانفتاح كلّ منهما على الآخر سيؤدّي – برغبة أو بغير رغبة – إلى حالة الاسترسال في الحديث، ومعلوم ما ينشأ عن ذلك من الإعجاب من قِبل الطرفين، أو من طرف واحد. فإنّ الذي دعاهما إلى المحادثة هو وجود جهة من جهات الانجذاب العلمي أو العملي أو ما شابه ذلك، وعليه فإنّ طبيعة الجنسين المتخالفين قائمة على التجاذب القهري، وإن لم يعترف أو يشعر صاحبها بذلك. فبعد مدّة من التحادث مع وجود حالة من الإعجاب من كلا الطرفين بالآخر يُلاحظ أنّ النفس ستميل بشكل قهري إلى الآخر، على الرغم من الأذى النفسي الذي يتعرّض له الفرد، ويرى بأنّها حالة شيطانية، فهي من ثمار التحادث، والآيات الكريمة وسنّة أهل البيت (عليهم السلام) ترفض هذه الحالة، ألا وهي إزالة الحواجز مع الأجنبي، فالقرآن الكريم يدعونا إلى أخذ المتاع من وراء حجاب، وكذلك التأكيد على عدم الخضوع بالقول، فإنّ الخضوع بالقول سبيل من سبل الشيطان، ومن الممكن أن تكون الكتابة لها أثر الحديث نفسه، وتكون سبيلًا من سبل الشيطان. ولطالما يعيش الشخصان حالات سرابية وهمية، وذلك بفعل ما يعيشانه من أحلام اليقظة، وجوّ الوعود الكاذبة. ومن الطبيعي أن تكون المحادثات الافتراضية تصويريةً ذات طابع غير واقعي ومبالغ فيه، وعليه فإنّ ملخّص القول في هذا المجال أنّ هذه الوسائل تحوّلت إلى أداة لاصطياد الفريسة، وإلّا فإنّ مَن يريد أن يكمل دينه بشكل صحيح، فإنّه يلجأ إلى الأساليب المتعارفة غير الملتوية من دون استعمال حالة السرّية أو الالتفاف حول الأهل وما شابه ذلك من الحيل المعروفة في هذا المجال، ولا بدّ من أن يتعلّم كلا الجنسين ثقافة الحواجز، وأن يجعلا كلّ خطوة من خطواتهما قربةً إلى الله تعالى.