رياض الزهراء العدد 181 لحياة أفضل
كَيفَ يَنهَضُ الشَّابُّ بِنَفسِهِ وما نُقطَةُ قُوَّتِهِ؟
لكلّ مرحلة عمرية من مراحل الإنسان خصائصها، وتعدّ مرحلة الشباب من أهمّ المراحل العمرية في حياة الفرد؛ نظرًا لكونها المرحلة التي تسهم في تكوين شخصيته المستقبلية، وتجعله قادرًا على إثبات نفسه، ومعتمدًا على ذاته ومسؤولًا عنها. وفي الوقت الحالي يواجه الشباب العديد من التحدّيات تحت أطر مختلفة، بعضها إهمال الشابّ نفسه. ولدخول الثقافات الغربية تحدٍّ خاصّ، إذ إنّها انتشرت بين الشباب، وأصبحت عادات يمارسونها تحت مسمّيات مختلفة: الحرّية، التحضّر، التطوّر، وغير ذلك، على الرغم من أنّها لا تمتّ إلى التقدّم بأيّة صلة، إلّا أنّهم يحسبونها كذلك، فضلًا عن ذلك نجد الشابّ يتوانى في الاعتماد على نفسه، واستثمار طاقاته الكامنة بالطرق الصحيحة، فتراه يبدّد عمره في الملهيات، فأغلب الشباب يفتقرون إلى التخطيط؛ لذا ينبّه الإمام عليّ (عليه السلام) على قضية مهمّة، ألا وهي الفراغ الفكري للشباب، فيقول (عليه السلام): "وإنّما قلب الحدث كالأرض الخالية، ما أُلقي فيها من شيء قبلته.."(1)، ولا ننسى تأثير التحوّلات في البناء الأسري في الشابّ؛ لكون الأسرة اللبنة الأولى في نشأته وتكوين شخصيته، إضافة إلى التأثير النفسي الذي يؤدّي دورًا مهمًّا في حياته. فقوّة الشابّ المسلم تكمن في العقيدة، فعقيدتنا تمثّل هويّتنا وليست وجهة نظرنا، فمهما عصفت الأحداث والتغييرات بالأيام نرى المؤمن متمسّكًا بنهج أهل البيت (عليهم السلام)، وهذا يعود إلى الفطرة السليمة التي نشأ عليها الشابّ، فهي نقطة مهمّة إذا ما استُثمرت بالشكل الصحيح للبدء برحلة الحياة، وتكوين الشخصية المستقلّة، فيخضرّ برعم ربيعه بالنموّ، ونحظى بمجتمع صالح قادر على تغيير واقعه بشبابه. ......................... (1) نهج البلاغة: ج 3، ص 40.