رياض الزهراء العدد 181 الملف التعليمي
أَنمَاطُ التَّعَلُّمِ المُفَضَّلِ لَدى التَّلامِيذِ
تحتوي المؤسّسة التربوية على مجموعة من المتعلّمين الذين يفضّلون نمطًا معيّنًا من التعلّم الذي يتناسب مع قدراتهم، وتأتي أهمّية معرفة النمط المناسب لتلقّي المعلومات واكتساب الخبرات لدى التلميذ لتحديد الأسلوب المناسب في الدراسة، فمعظم التلاميذ لا يتعلّمون بالطريقة التدريسية نفسها، فهناك أنواع شائعة ومتعدّدة للأساليب والأنماط، منها: النمط البصري، النمط السمعي، النمط الحركي، النمط المعتمد على القراءة والكتابة، وغيرها من الأنماط، والمقصود بالنمط البصري هو استخدام حاسّة البصر في التعلّم، حيث يفضّل التلميذ الصور والخرائط والرسوم المتحرّكة والتشكيلية لفهم المادّة الدراسية، والوسائل المرئية تساعد المتعلّم على وضع ملصقات تعبيرية ورموز بسيطة؛ لتوليد الأفكار والتفاعل معها وخزنها في الذاكرة، أمّا المتعلّمون الذين يرغبون في استخدام الوسائل السمعية، فنجدهم يعتمدون في نهل المعلومة على حاسّة السمع، فهم يوجّهون قدراتهم السمعية لاكتساب الخبرات العلمية والتربوية والاحتفاظ بها، ويتّصفون بتأثّرهم بالوسائل السمعية، والأجهزة الصوتية التي تبثّ أهمّ الإرشادات والتعليمات والنصائح والفواصل المعرفية، إضافة إلى الإذاعة المدرسية، ولهم القدرة على ملاحظة أيّ تغيير في نبرة صوت المعلّم والمُحاضِر في طرحه للدرس. أمّا المتعلّمون الذين يفضّلون التعلّم بنمط القراءة والكتابة، فهم يميلون إلى تلخيص المعلومة، وكتابة نصوص قصيرة عن الدرس، وتسجيل الملاحظات في الدفاتر والكتب، وتدوين النقاط المهمّة والتركيز عليها. ويمكن الإشارة إلى المتعلّمين الذين يستخدمون النمط الحركي بأنّهم يفضّلون المشاركة العملية في الأنشطة الحركية، والمشاركة في التجارب العلمية، وفي المختبرات الخاصّة، والرياضة البدنية، والقيام بمشاهد وحركات تمثيلية تجسّد قصّةً تربويةً، أو سلوكًا اجتماعيًا. على الرغم من تنوّع الأنماط التعليمية وتعدّدها، فلا يعني أنّ المتعلّم ذو فاعلية وتعامل محدّد بنمط واحد فقط، وإنّما تجدر الإشارة إلى وجود تدرّج لبعض الأنماط الأخرى المناسبة للدرس وممارستها واستخدامها تباعًا، والقدرة على الانتقال من نمط إلى آخر؛ لتحقيق الهدف التربوي للمتعلّم والمعلّم معًا.